إعداد: حوراء مرعي
عاد الحجاب يملأ الشوارع في تونس، بعد اختفائه لسنوات، جرّاء حكم الرئيس "الهارب"
زين العابدين بن علي، الذي كان نظامه يمنع الحجاب نهائياً.
لقد طبّق بن علي
العلمانية بصرامة في تونس على مدى ثلاث وعشرين عاماً، كان التونسيون يؤدون خلالها
صلاتهم في خوف، وقلّلوا خلال هذه الفترة من تردُّدهم إلى المساجد فيما لم تستطع
النساء ارتداء الحجاب في الشارع. وكان الحبيب بورقيبة - الرئيس الأسبق- قد اعتبر
الإسلام تهديداً للدولة ووصف الحجاب يوماً بالخرقة البغيضة. واستكمل بن علي سياسة
خلفه فأصدر سلسلة من القوانين تصب في محاولة سلخ المجتمع التونسي عن هويته
الإسلامية وفرض العلمانية الصلبة، بدءاً من قانون منع حجاب المرأة التونسية ومنع
تعدُّد الزوجات وصولاً إلى إلزام من أراد الصلاة في المسجد تسجيل استمارة طلب رخصة
للصلاة في المسجد المجاور لبيته فقط!
كما حُرمت المحجبات في عهده من التعليم
والوظائف، وقالت كثيرات منهنّ: إن الشرطة كانت تستوقفهنّ في الشوارع وتنزع حجابهنّ
وتجبرهنّ على التوقيع على وثائق تنبذ الحجاب، كما كان الملتحون من الرجال يلقون
معاملة مشابهة. مع سقوط نظام بن علي، تتمنّى التونسيات لثورة الياسمين أن تعيد لهنّ
هويتهنّ الإسلامية التي افتقدنها طويلاً وأن تحقّق حلم شعب أراد الحياة.