فيضي بطُهرِكِ وارتدي ثوبَ النَّقا
وتعطَّري بأريج آيات التُّقى
هي مريمٌ رمزُ الطَّهارة والهُدى
الحُسْنُ يأخذُ من شذاها رونَقا
هي بنتُ عمرانَ التي تَسمو إباً
بِقدومِها البيتُ المقدَّسُ أشرقا
وتبسَّمَت شَفَةُ المآذِنُ في العُلى
وبحُبِّها المحرابُ زادَ تعلُّقا
قد كان يحرمُ للنِّساءِ دُخولُهُ
ناموسُهُمْ لمّا أطلَّتْ مُزِّقا
عَمِلَت بهِ بمشّقَةٍ وبقسوةٍ
حتى الوتينُ من العَناءِ تشقَّقا
وتورَّمَت أقدمُها وزنادُها
والوَجهُ من سَهَر الليالي أُرْهِقا
إنَّ الإله قد اصطفاها آيةً
أنّى لمِثلِها في النِّسا أن يُخلَقا
ومن الأطايبِ قد كفاها نِعمةً
حتى تعجَّبَ من رأى وتملَّقا
فإذا مليكُ الوحي جاء مُبشِّراً
في حَمْلِ (عيسى) والبِشارةَ أطْلَقا
وسيلْتقي (المهديَّ) يومَ ظهورِهِ
يا حبَّذا يومُ الظُّهورِ وذا اللِّقا
سنكونُ أنصارَ الإمامِ وجُنْدَهُ
لِنفوزَ بالجنَّاتِ يومَ الملتقى
وننالَ منهُ شفاعةً ومحبَّةً
طوبى لمن ذاقَ الشّفاعةَ واسْتقى
عزيزة محمد علي جميل