قصتي مع الشهيد علي زهير زهري (الحاج عبد الرسول)
وعادت بي ذاكرتي إلى ماضٍ غير قريب، إلى الحلم الّذي أخبرني عنهيوم التقى الإمام
الحسين الشهيد عليه السلام وأخبره بقرب موعد اللقاء.
وراودني شعور بأنّه قد
حان اللقاء الموعود. كانت عيناي لا تفارقانه، وهو يمشي بخطوته المودعة عينيه
الباكيتين شوقاً وحنيناً إلى لقاء سيّد الشهداء نظر إلى وجهي، وقال لي: ألا تعلم
أنني اليوم وفي هذه الساعة سيكون موعدي مع الإمام الحسين عليه السلام؟. وما أريده
منك هو أن تتسامح لي من جميع الأخوة والأقارب. بهذه الكلمات أنهى حديثه ورفع يده
مبتسماً ضاحكاً مودعاً وأدار ظهره متوجهاً إلى لحظة النهاية معي في الدنيا،ليلتقي
من أحب في الدار الآخرة... وليتوضأ دمه مع التراب. تراب نبي الله سجد. ذلك التراب
الذي بدأ جهاده منه وختم جهاده فيه. عبد الرسول لقد وصل وفاز قبلنا... هذه الساعة
كالحلم انتهت... فهل لنا من ساعات قادمة لتستمر هذه القافلة؟
مجاهد