مهداة إلى غفران عودة
أكُتِب عليّ أن أعيش لأرثي الأحبة؟ أم كُتب أن يكون الحزن جليسي والدّمع أنيسي؟ ليت
الشمس ما أشرقت ولا القمر أفل.. ليت عينيك الخضراوين ما أطبقتا جفنيهما ولا
الابتسامة المشرقة الرنَّانة خفتت.. وليت الدواء كان لديّ لأداويك..
غفران.. أيّتها الوردة اليانعة النضرة.. لم اخترت الرحيل.. عمّة؟.. لِمَ لَمْ
تعاندي القدر وتقاومي؟ عزيزتي يا لوعة الحزن... يا أنيسة
روحي.. أيتها المحتسبة الراضية بقضاء الله.. القانعة
الممتثلة لأمره.. الصابرة على ابتلائه وحكمه.. يا ذات
الأنّة الموجعة.. والدمعة السخية والقلب المطمئن المعذّب.. رحلت تاركة لنا وصيّة..
زهرتك فاطمة... حبيبة قلبك المدلّلة.. بأمان الله يا
عمّة... وإلى جنانه... يا من فسّرتِ ومثلتِ بشخصك معنى الحديث الشريف الذي يقول: "عاشروا
النّاس معاشرةً إن غبتم بعدها حنّوا إليكم وإن متّم بكوا عليكم"...
عمتك سكنة عودة