أن يكون الكلم للأم في عيدها فتلك حكاية زمان وحياة... فالأم حقل النشأة الأولى وحبّ
حصيد الدنيا. هي رواية العيش التي لا تنتهي ونعمة الوجود الدائمة الشكر. هي زيت
سراج لا ينضب. نورها متجدّد كما حال زهرات العمر. عطاؤها كمن يعطي بلا تعب ولا منّة
مع أنّ لها المّنة والتعب. أتساءل على الدوام عن سرّ تلك الخِلقة فيأتيني الجواب،
وكلّ ما تركن إليه نفسي أنّها نوع خّلق له فرادة تدلّ على عظمة الخالق حين أبدع
خلقها وشأنها وحنانها. ألا ترى أن لمسة منها تمنح الشفاء، وضمّة إليها تُسكن الفؤاد؟
ألم يعظّمها ربّي وقرن رضاها برضاه؟ ألا ترى أنها شريكة الإحسان مع الأب؟ صدق من
قال إنّ الدنيا "أم" وإنّ الجنة تحت قدميها. هذا بعض حقّها. بعض من فيض حكمة وجودها،
ولأنها الأم، كانت حكاية زمان وحياة...
علي حسن