زوجته
مهداة إلى روح الشهيد علي حسين شمص1... بمناسبة ذكراه السنوية
يطأطئ قلمي خجلاً ويقف مداده عاجزاً في محضر الشهادة. إنّهم الشهداء، فإذا كانت العبارات عن وصفهم تقصُر، فكيف عن عشقهم الذي زرعوه شتولاً في بيادر أفئدتنا؟
علي، كان قلبه يتلهف عطشاً، فرواه من العشق الإلهيّ، كان يطلب الطمأنينة دائماً، فلم يجدها إلّا هناك، حيث صفاء الروح والوجدان، وجد الجمال والأمان والكمال في الفوز برضوان الله. رأى السعادة الحقيقيّة والراحة بالقرب من الله عزّ وجلّ. فقد كان يردد دائماً القول المنسوب لأمير المؤمنينQ: «تطلب الراحة في دار العناء هيهات تطلب شيئاً لا يكون».
حزمت حقائبك باكراً، وعزمت على المضيّ في درب الجهاد لترفع لواء النّصر. فها هي قبضاتك قد رفعت رايات العزّة والإباء، ورسمت أجمل لوحات التضحية والفداء. وها هو دمك الزاكي قد فرش الأرض رياحين وياسمين. قاتلت أعداء الله وأحببت الله قولاً وفعلاً، ووهبت نفسك قرباناً بين يديه. من قال إنّك رحلت؟ فقد تركت في نفس كلّ من عرفك أثراً وضياءً حين مضيت. لكنّ ساحات الحرب تشهد على أنّك ما هنت وما لنت، مضيت بإخلاصك ووفائك، وطهارة روحك وبدنك.
ابتسامتك الملائكيّة ستظلّ شعلة في نفوسنا، تنر طريق الحق، لنعِدِ القدس بأنّنا قادمون، مع دمائك ودماء إخوانك الذين رحلوا قبلك وما زالوا يرحلون. لن نترك الساح ولن نترك السلاح ما دام في أرضنا غاصب، وحتّى يصدح صوت الحق ويغلب الباطل. ستظلّ في قلوبنا وعقولنا ووجداننا وسنعاهدك على المضي في درب الجهاد ووصيتك هي عزم لنا على إكمال مسيرتكم.
سلامي إليك وإلى روحك الساكنة في العلياء، سلامي إليك يا أصدق كلمة حق، سلامي إليك يا أجمل زهرة عشق، سلامي إليك سلام مشتاق للقياك...
1- استشهد أثناء قيامه بواجبه الجهادي، بتاريخ 22/6/2013م.