رولا فقيه/ جهاد البناء
﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ
حَيٍّ﴾
(الأنبياء:30). كلمة الماء كما هو معروف هي المرادف لكلمة الحياة، والماء يعنى
الزراعة والغذاء والشراب والطاقة، ويصل الأمر إلى أن حجم الأراضي الزراعية يتحدد في
كثير من دول العالم ليس فقط بحجم الأراضي القابلة للزراعة ولكن بكميات المياه
العذبة المتوفرة, وقد أثبت العلم استحالة الحياة على وجه الأرض دون الماء لارتباط
الأنشطة البشرية المختلفة به، ولأنه المكون الهام في تركيب الخلية الحية، حيث يدخل
في تكوين جميع خلايا الكائنات الحية بمختلف صورها وأشكالها وأحجامها وأنواعها،
فالماء يكون نحو 90 % من أجسام الأحياء الدنيا، ونحو 60 - 70 % من أجسام الأحياء
الراقية بما في ذلك الإنسان.
* رسول الله صلى الله عليه وآله قدوتنا:
لما كان الماء ثروة غالية في الماضي والحاضر وأغلى في المستقبل، ليس على المستوى
المحلي فقط ولكن على المستوى العالمي، فقد تحتم ترشيد استهلاكه بإرساء عادات ملائمة
في طريق استخدامه بدلاً من العادات المؤدية إلى هدر كميات كبيرة من الماء يمكن
توفيرها كثروة وطنية ثمينة، وليكن قدوتنا الرسول صلى الله عليه وآله وآل بيته عليهم
السلام أجمعين، حيث كانت حياتهم الشريفة تطبيقاً عملياً لأكرم صور الاعتدال والقصد،
ونموذجاً كريماً لترشيد الاستهلاك في كل شيء والعيش على الكفاف. من هنا، فإننا
جميعاً مسؤولون عن ترشيد استهلاك المياه، والمواطن الصالح حقاً هو الذي يضع ذلك
الهاجس في اعتباره، لأن الرسول صلى الله عليه وآله قال كما روي عنه عندما مرّ بعد
وهو يتوضأ: لا تسرف... فقال سعد: أفي الوضوء سرف؟ قال: نعم وإن كنت على نهر جار(1).
* ترشيد استهلاك المياه:
يعتبر ترشيد استهلاك المياه من المواضيع الحيوية التي تشغل الرأي العام العالمي ولا
ينبغي تجاهلها. فالترشيد هو الاستخدام الأمثل للمياه، بحيث يؤدي إلى الاستفادة منها
بأقل كمية وبأرخص التكاليف المالية الممكنة في جميع مجالات النشاط. ومن هنا يتبين
أن ترشيد الاستهلاك لا يقصد به الحرمان من استخدام المياه، بقدر ما يقصد به العمل
على تربية النفس والتوسط وعدم الإسراف. بحيث يتسم السلوك الاستهلاكي للفرد أو
للأسرة بالتعقل والاتزان والرشاد، وخير دليل على ذلك ما حث عليه الدين الإسلامي،
حيث نهى القران الكريم عن الإسراف في أكثر من موضع، ومنها قوله تعالى:
﴿وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ
إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
[الأعراف: 31]. فالوسطية الرشيدة خير ضمان لحماية التوازن البيئي فيما يتعلق
بالماء وغيره من الموارد الطبيعية.
* كيف يمكنك استخدام المياه بشكل صحيح؟
في الحمّام
• قم باختبار الحنفيات الداخلية، والدوشات، والمراحيض للكشف عن التسرب. يمكن
للحنفية التي بها تنقيط خفيف أن تهدر الكثير من المياه. وعلى سبيل المثال، إذا كان
لديك حنفية تسرب نقطة واحدة كل دقيقة، فإن ما ستهدره من المياه في اليوم يصل إلى 43
لتر/يوم.
• قم بتركيب قطع توفير المياه في جميع الحنفيات قم بإغلاق حنفية المياه عند تنظيف
الأسنان أو الحلاقة.
• استخدم السيفون المرشد يوفر 50 % وهو يؤدي نفس الدور الأساسي للمراحيض العادية.
• استخدم الدش بدلاً من المغطس (البانيو), كذلك، فإن استخدام الدش المرشد لتحديد
كمية التدفق يوفر 50 % من نسبة المياه المستعملة.
في المطبخ
•قم بغسل الخضراوات في حوض المغسلة (المجلى) أو وعاء عميق بدلاً من ترك الماء جارياً
أثناء غسلها، واستخدم المياه الناتجة عن ذلك لسقاية النباتات المنزلية.
أثناء الغسل
• استخدم الغسّالة بكامل طاقتها فقط (وجبة كاملة).
• اشترِ الغسالة ذات الكفاءة المائية والكهربائية.
خارج المنزل
• قم باختبار صمّام التحكّم في الخزّانات على السطح للكشف عن التسرّب، وتجنّب جريان
المياه خارج الخزّان.
• قم بتوجيه جريان ماء الأمطار القادمة من السطح إلى أحواض النباتات التي تحتفظ
بالمياه.
• قم بتركيب سدّادة في خرطوم الحديقة.
• قم بسقاية النبات مبكراً في الصباح أو متأخراً في المساء لتجنب التبخّر الزائد.
• إزرع النباتات ذات الاحتياجات المتماثلة من الماء في نفس الحوض، بحيث تتجنّب
المبالغة في سقاية بعضها أو حرمان البعض الآخر من الكمية اللازمة له من الماء.
* أنت شريك في وقف هدر المياه
إن التنظيف المستمر لخزان المياه في منزلك يقع ضمن مسؤوليتك، وهو أمر أساسي وهام
للمحافظة على نوعية مياه الشرب وضمان وصولها نظيفة وسليمة لعائلتك، كما أن إجراء
الصيانة المستمرة للمحافظة على الخزان وتمديدات المياه الداخلية من التلّف والصدأ
والكسور يحافظ على المياه من الهدر ويمنع تسرّبها .
* حقائق وإرشادات لمساعدتكم على استخدام المياه بحكمة
• من الضروري إجراء الصيانة الدورية لتمديدات الشبكة الداخلية ومعالجة أي تسرّب
للمياه.
• من الضروري تنظيف خزّانات المياه والآبار المنزلية سنوياً لضمان حصولك وعائلتك
على مياه نظيفة.
• إنّ إبقاء حنفية الماء مفتوحة أثناء غسل الأسنان يهدر 5 لتر من المياه في كل مرة.
• إحرص على عدم ترك حنفية الماء مفتوحة طوال وقت الجلي.
• يجب عدم استخدام الغسّالة إلا عندما تمتلئ بالغسيل.
• تمتّعْ بحمّام سريع وقصير.
•إن غسل السيارة باستخدام خرطوم المياه يستهلك ما بين 300 – 500 لتر من المياه، في
حين يتم استهلاك 20 لتراً فقط إذا تم استخدام الدلو.
• لري الحديقة يجب استخدام إبريق الري أو دلو ماء بدلاً من الخرطوم.
• عملية ري الحديقة في الصباح الباكر أو بعد غروب الشمس تقلل من نسبة تبخُّر الماء
بحوالي 30%.
• يجب استخدام المكنسة لكنس وتنظيف مدخل المنزل والممرات في الحديقة بدلاً من الشطف
بالماء.
(1) عوائد الأيام، المحقق النراقي، ص619.