من أنين الروح، من وجع الفؤاد، من انكسار الوجدان، أسافر إليك سيدي بكلماتي هذه، علّ
أحرفها الذليلة تصل إلى علياء جنانك. هو الليل يغمرني مجدداً، يهمس في أجفاني أرقاً
لا متناهياً، هو الليل يستحضر لي ذكراك، يخبرني عن آهات النساء وعطش الأطفال. عن
عبق الشهادة ومسك دمائها التي روت أرض كربلاء. سيدي، عن ماذا أحكي. أأحكي عن مصابك
الأليم، أم عن رجال عاهدوك ووفوا بالعهد؟! أأحكي عن رجال حزب الله الذين يسلكون
دربك يا سيد الشهداء؟! يا أبا عبد الله، سيدي، إنهم يقتلون في كل يوم ألف يزيد،
إنهم يلبّون النداء، ينتقمون لبكاء النساء والأطفال، لكل قطرة دم سفكت في كربلاء،
لدم الرضيع، لكفي العباس، لسبي زينب. سلام على جسدك المطروح فوق تلال كربلاء "على
دمائك الطاهرة" على رأسك الشريف. وعهداً لك منّا أن نبقى على درك سائرين ولنهجك
حافظين.
ريان شريم