إعداد: ديما جمعة فوّاز
يعاني أغلب الشباب خلال مرحلة النضوج من عدم تفهم الأهل لهم ولنظرتهم الخاصة في الحياة. وكلما دار نقاش جدّي بينهم وبين الوالدين، لا يتمكنون من إيصال الأفكار بوضوح ويتخبّطون بين الغضب الشديد والحزن الدفين، ما يزيد الهوة ويحوّل النقاش إلى جدل عقيم.
- الأم: أنت لا تنفكّ تعيد وتكرّر الفكرة ذاتها، ولم أفهم ما تريد حتى الآن.
- الشاب: لأنك أمي لا تستمعين إليّ وأنا أتكلّم.
- الأم: أنا أُصغي إليك جيداً، ولكنّك لا تدرك ما تريد!
- الشاب: أريد، ببساطة، أن أسهر خارج المنزل مع رفاقي.
- الأم: حسناً، ولكن عند الساعة التاسعة يجب أن تعود إلى المنزل.
- الشاب: أمي! أريد أن أسهر دون أن أشعر أنني طفل مقيّد بوقت.
- الأم: ولكنك لا تزال صغيراً! ولديك مدرسة يوم غد!
- الشاب: لست صغيراً! كلما طلبت منك أمراً تقولين إنني صغير.
- الأم: هل نناقش عمرك أم موضوع السهر؟!
- الشاب: نناقش كل شيء! أنتم لا تفهمونني! ولا تحبون أن تروني سعيداً.
- الأم: كلما تناقشنا تتمرد، ونتحول بنظرك إلى جلادين... لن أناقشك الآن، اذهب وأكمل درسك.
- الشاب: لا أريد أن أدرس... أنا أكره حياتي في هذا المنزل.
* نصيحة للأهل
من الطبيعي أن يتأرجح الشاب في مرحلة معينة من عمره بين النضج والطفولة، فيفاجئكم أحياناً بقدرته على تحليل الأمور بوعي، ولكن أحياناً أخرى ببساطة تفكيره؛ لذا:
1. ناقشوا مع ولدكم الأمور بهدوء، واسمحوا له أن يعبّر عن آرائه بوضوح دون إحراجه أو الضغط عليه.
2. لا تكرروا على مسمعه أنه صغير أو طفل، لأن ذلك كفيل بإثارة مشاعره السلبية.
3. حين يشعر أنكم تثقون به سيدرك حتماً أنه مُطالبٌ بالحفاظ على هذه الثقة، ولن يفرض ذاته بطريقة خاطئة.
4. لن يقتنع ولدكم غالياً بنصائحكم، ولن يتعلم سوى من تجاربه؛ لذا أعطوه هامشاً من الحرية المضبوطة والمدروسة.
5. لا تحرجوه بتذكيره دوماً بأخطائه، وساعدوه على تخطي مشاكله ليشعر أنّكم قربه.
* نصيحة للشاب
1. حدّد هدفك قبل النّقاش وركّز على الأفكار التي تدعم وجهة نظرك.
2. لا تخلط المواضيع بعضها ببعض، إنما ركّز على موضوع واحد وناقشه بهدوء.
3. لا تنفعل، وتذكّر أن الحوار المفيد لا يكون إلا بالكلام السديد والأفكار الواضحة.
4. من حقّ أهلك أن يرفضوا بعض أقوالك، لذلك حاول أن تتفهّم وجهة نظرهم وترد على هواجسهم.
5. في حال أدركت أثناء الحوار أنك مخطئ لا بأس أن تتراجع، وإن لم تقتنع أجّل النقاش إلى وقت آخر.
6. اختر الوقت المناسب لطرح الأفكار الجدلية، فلا تناقش أمك أثناء قيامها بواجباتها المنزلية أو تطلب من والدك أن يسمعك فور عودته من العمل.
7. تذكّر دوماً أن رفض والديك لبعض طلباتك ينطلق من حبهما لك وخوفهما عليك.