مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مشاركات القراء: لِمَ نحنُ في سوريا؟


جواد عمّار(*)


تقتحم يدُ الفتنة كلّ مسارات النور الداعمة للإسلام المحمّدي الأصيل، مستخدمةً الأساليب الشائكة المضلّلة ذات الشوكة الخبيثة؛ وتَضربُ بالأعاصير الفتّاكة، ورياحها الشتويّة كلّ الأفق الإسلاميّ، بهدف كسر أعلامه الوضّاءة التي تنيرُ كلّ حقبات الأمم المظلمة، منذُ اندلاع ثورة الحقّ بقيادة رسول العصمة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وسيف عليّ البتار المُحكم عليه السلام، وأموال الفدائيّة الطاهرة السيدة خديجة بنت خويلد (رضوان الله عليها).


* قتال لأجل الحقّ والبصيرة
وإلى يومنا هذا، لم يَسلم الإسلام من الفتن، والحروب، والاضطهاد، حتّى بات في العصر الراهن اختلافٌ في البديهيّ والمسلّم به من قِبل العُقلاء وأهل المعرفة والبصيرة، إلّا أنّه صار من واجبك كمسلم متديِّن، تبغي حفظ الأمّة والحقّ والكرامة، أنْ تُبرهن وتأتي بالدليل وتقنع من يدّعون القيادة والفهم أنّ قتالك في سوريا هو على مبدأ البصيرة والحقّ والوجود..
ومن أصعب الأمور أن تخوض في نقاشٍ مقدّماتُه غير متسالم عليها بينك وبين الطرف المقابَل. لذا، هو نقاشٌ عقيم غير مُنتج، كذاك الذي لا يعرف الماء، فإذا أردت أن تفسّر له معنى الماء الذي هو بنفسه معنى بديهيّ ويعرفه كل من يتكلّم اللغة العربيّة ستتشتّت وسترتبك حيث ستعرّفه بالأخفى وتقول له: سائل شفاف مكوّن من اثنين هيدروجين وواحد أوكسجين، فإنّ ذلك سيزيد عليه الطين بلّة…

ومن هنا، عندما ستدخل في التفسير للأطراف المقابلة في لبنان، التي فقدت ميزان الاستراتيجيّات الدفاعيّة، وتبدأ من الألف إلى الياء أنّ الدفاع في سوريا واجب عقليّ بامتياز قبل أن يكون واجباً دينيّاً شرعيّاً؛ حيث إنّ العقل يأمرك أن تشيّد دارك وتقفل الباب لكي لا يدخل عليك السارق، رغم أنّك لا تعلم إذا كان سيأتي، فكيف إذا علمت علم اليقين أنّه آتٍ لا مُحالة؟
وهنا، نحن عالقون بين الاحتمال والمحتمل. إنّ العين تقع على مدى ارتفاع المحتمل لا الاحتمال. فعلى سبيل المثال، إذا كان الاحتمال 90% أنّه وقع منّي أثناء ركوبي للدراجة الناريّة 250 ليرة لبنانية فالمحتمل 250 ل.ل. ولأنّ المحتمل قليل جدّاً لا أحرّك ساكناً ولا أبحث عن المبلغ المفقود، رغم ارتفاع الاحتمال الذي هو 90% في المثال، أمّا إذا اختلفت الصورة وكان الاحتمال 10%، والمحتمل مليون ليرة، فحتماً سأعود وأبحث عن المبلغ. وطبّق هذا المثال على عصرنا الراهن، فإذا كان التكفيريّ -كما يعتقد بعضهم- سيدخل علينا باحتمال 10% فكيف إذا كان المحتمل هو قتل رجالنا وسبي نسائنا وإذلالنا وإهانتنا ونهب تراثنا وأرضنا، فإنّه كبير وخطير وعظيم. لذا، فإنّ العاقل يأخذ الأمور بعقلانيّة وحيطة وحذر، ويبادر إلى حلّ الأزمة بشكل استباقيّ وقائيّ...

* تواضع المقاومة وسيّدها
فيا من يتّهمون المقاومة، ويصرّحون بآراء ما أنزل الله بها من سلطان، إنّ دفاعنا في سوريا هو دفاع عن أدنى حقّ من حقوق العيش، وهو أن نعيش بسلام، وأن نعيش بكرامة آمنين. وأيضاً إنّ تواضع وإيمان المقاومة يشمل دفاعها حتّى عن بعض الحاسدين والمبغضين، وعن كلّ لبناني ومسلم ومسيحيّ، في هذا الوطن، صديقاً كان أو حليفاً أو خصماً ومُعادياً. وأكثر من ذلك، فإن الأمين على الدماء أهدى النصر لكلّ اللبنانيين. وهذا موقف عظيم لا بدّ من أن يدوّن في أعظم صفحات التاريخ...

* دماؤهم فداء عن كلّ شابّ
لذا، يا عقلاء لبنان، يا أيها الوطنيون، تعالوا لنسأل أين كنّا سنكون لولا أقدام المجاهدين، أين ستكون أرضنا، وما مصير ديننا، ومستقبلنا...؟! فهل من مجيب؟
وفي الخِتام، إنّ كلّ دمعة تتحمّلها أمّ شهيد في المقاومة هي فداءٌ عن كلّ دمعة أمّ في هذا الوطن، وإن كلّ دم شهيد تزفّه المقاومة هو فداءٌ عن كلّ شابّ في لبنان. لذا، اتركونا فنحن نَذَرنا أنفسَنا للقتال.. للشهادة ولتحرير الأرض وصوْن العرض.


(*) طالب حوزويّ وأكاديميّ.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع