مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

وصية الشهيد علي حسين إسكندر(*)




بسم الله الرَّحمٰن الرَّحيم ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (آل عمران: 169) صدق الله العليّ العظيم.

أمّا بعد، "إنّ الجهاد بابٌ من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصّة أوليائه". وما أحسن أنْ يسقط المرء شهيداً في سبيل الله! وأن يقابل الله بلحيته المخضَّبة بالدماء! ففي قوله تعالى: ﴿فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (آل عمران: 170).

يا أصحابي في الإيمان: امضوا على نهج الحق، على نهج الإيمان، على النهج الذي من أجله استشهد الإمام الحسين عليه السلام، امضوا تحت راية حزب الله الذي أعاد بنصره في تموز ماء وجه العرب جميعاً، ودحر المحتلّ الغاصب الذي يحسبه العالم أجمع أنّه الجيش الذي لا يقهر، وداس عليه بأقدامه الطاهرة.

يا إخواني: انصروا الإسلام والمسلمين، انصروا أبا عبد الله الحسين عليه السلام، بيِّضوا وجوهكم أمام الله وأمام سيّدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام بمثابرتكم على الجهاد الذي هو واجبٌ إلهي، يحقق سعادة المجتمع، وهو الفخر للأجيال القادمة. فعزّ الأمّة يكون في جهاد أبنائها، وأمّا الذلّ فيكون في الركون إلى الظالم والخضوع له، والخنوع أمامه، ونحن قومٌ قد خُيّرنا بين اثنتين: بين السلّة والذلّة، و"هيهات منا الذلّة". وكما قال الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام: "القتل لنا عادة، وكرامتنا الشهادة".
للإخوة المجاهدين: [أدعوهم] للالتزام بقيم ومبادئ الإسلام، لجذب عقول المجتمع وعواطفه، فكما قال الإمام علي عليه السلام: "[الناس] صنفان: إمّا أخٌ لك في الدين، أو نظيرٌ لك في الخَلق". وأنا أناشدكم أنْ تجعلوا كل الناس إخواناً لكم في الدين، وأنصحكم بالابتعاد عمّا ينفر الناس منكم. بسم الله الرَّحمٰن الرَّحيم ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ (آل عمران: 159).

يا إخواني المجاهدين: تحابُّوا فيما بينكم، وتقرَّبوا من بعضكم بعضاً، وتكاتفوا، وقفوا يداً واحدة أمام كل ظالمٍ وكل عدوٍ كإسرائيل... اجعلوا الطاعة والالتزام بالتكليف أمراً مقدّساً، فإنّ فيه رضى الله (عز وجل)، وفيه نصرٌ في الحياة، وفخرٌ في الآخرة. بسم الله الرَّحمٰن الرَّحيم ﴿أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ﴾ (النساء: 59).

يا إخواني: أترك لكم مهمةً صعبةً جداً، ألا وهي صوْن الأرض والعرض، وحفظ السيادة والكرامة، وأرى فيكم أهلاً لذلك، وأرى فيكم ثباتاً في خط المقاومة، وحفظ دماء الشهداء حتّى الرمق الأخير من الحياة.

أيتها الأم الطاهرة: سامحيني، أمي لا تبكي ولا تحزني، و[تأسّي] بسيدتنا زينب عليها السلام حين قدّمت أغلى ما لديها من أهلها وأقاربها، وصولاً إلى كافلها أبي الفضل العباس وأخيها سيِّد الشهداء عليهما السلام، واتّخذت الموقف الشجاع الذي تعجز عن حمله الجبال.

أبي: ربيتني ونذرتني للشهادة من صغري، وزرعت فيَّ حبّ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، علّمتني الصلاة وقراءة القرآن، وحثَثْتني على أنْ أسلك درب الشهادة. سامحني إنْ كنتُ قد قصّرت يوماً في أداء حقك، أو قلتُ كلمة جرحت مشاعرك، وارفع رأسك عالياً لأنك أبٌ لشهيد، وزرني كل يوم بقلبك وروحك وعقلك، وشجِّع إخوتي على الجهاد ونصرة أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

إخوتي: لا تنسوني، سامحوني، وادعوا لي.

أخواتي: تمسّكن باللباس الزينبيّ، وبالعفاف الكوثري، وتحلَّين بالإيمان والصبر والتقوى، وسامحنني إنْ أخطأتُ في حق واحدةٍ منكنَّ.

أختم قولي برفعِ معنويات المجاهدين، في عدم الخشية من كثرة الأعداء، فوالله لو اجتمع العالم على مواجهة الحق لكانوا أوهن من بيت العنكبوت.


(*) استشهد في الغوطة في تاريخ 19/11/2013م.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع