يريد الإسلام أن يحافظ على شخصية المرأة وأن يصنع منها
إنسانة جادة عاملة. لا يُسمح أبداً بأن تكون المرأة وسيلة بيد الرجل من أجل ممارسة
شهواته. ولا يوجد مثيل لاحترام الإسلام للمرأة وللحرية التي منحها إيّاها في أيِّ
قانون أو مدرسة أخرى.
الإعلام السيئ وتزييف الحقائق
إنَّ الإعلام السيئ صوّر للناس حرية المرأة بحيث إنّهم تصوروا أنّ الإسلام جاء من
أجل أن تجلس المرأة في بيتها فقط. لماذا نعارض دراسة المرأة؟ لماذا نعارض عمل
المرأة؟ لماذا نعارض قيام المرأة بوظائف حكومية؟ لماذا نعارض سفر المرأة؟ فالمرأة
حرّة في جميع هذه الأمور مثل الرجل. والمرأة لا تختلف عن الرجل أبداً. نعم يجب أن
تكون المرأة محجَّبة في الإسلام، ولكن ليس شرطاً أن تلبس العباءة؛ بل إنَّها مختارة
في لبس أيِّ لباس يوفِّر حجابها. إننا لا نسمح، والإسلام لا يريد، أن تكون المرأة
شيئاً أو دمية بأيدينا.
مساواة المرأة بالرجل
الإسلام أخذ بيد المرأة وجعلها مقابل الرجل، في حين لم يكن يُحسب للنساء أي وزن في
ذلك الزمان الذي جاء فيه رسول الإسلام. لقد أعطى الإسلام القدرة للمرأة، وجعلها
موازية للرجل ومساوية له. طبعاً ثمَّة أحكام خاصة بالرجل تناسبه، وأحكام خاصة
بالمرأة تناسبها. لكن هذا لا يعني أنَّ الإسلام قد جعل فروقاً بين المرأة والرجل.
حقوق المرأة في النظام الإسلامي هي كحقوق الرجل، فلها حق الدراسة وحق الذهاب إلى
الجامعة، وحق العمل، وحق التملك، وحق التصويت، وحق كسب الأصوات. وللمرأة حق في جميع
المجالات التي للرجل حق فيها. ولكن ثمة موارد محرَّمة على الرجل لأنَّها تسبِّب
ظهور الفساد، كذلك، فإنَّ بعض الموارد محرَّمة على المرأة لأنَّها تسبِّب الفساد.
والشيء الذي يعارضه الإسلام هو أن تكون المرأة لعبة بيد الرجال. نريد للمرأة أن
تكون إنسانة كباقي الناس، وأن تكون حرَّة كباقي الأحرار. لقد طالب الإسلام المرأة
والرجل بالمحافظة على حيثيتهما الإنسانية، وأراد الإسلام من المرأة أن لا تكون لعبة
بيد الرجل. وليس صحيحاً ما يُثار في الخارج من أنَّ الإسلام يتعامل بخشونة مع
المرأة، فهذا إعلام باطل يبثّه المغرضون، وإلاّ فثمة صلاحيات للمرأة والرجل كليهما
في الإسلام. وإذا كانت هناك اختلافات، فإنَّها موجودة في كليهما، وهي مرتبطة
بطبيعتهما.
الإسلام: المرأة ليست سلعة
يريد الإسلام التكامل للمرأة والرجل. لقد أنقذ الإسلام المرأة من تلك الأمور التي
كانت في الجاهلية. وإنّ الخدمات التي قدّمها للمرأة لم يقدّمها للرجل. إنّكم لا
تدرون كيف كانت المرأة في الجاهلية، وكيف أصبحت في الإسلام... يريد الإسلام من
المرأة أن تقوم بجميع الأعمال الأساسية كالرجل، ولكن بشرط أن لا تصبح المرأة سلعة،
فتتزين كما يريد الرجل، وتنزل إلى المجتمع، وتختلط بالناس، وتختلط بالشباب. يريد
الإسلام منع هذا. يريد الإسلام أن يحافظ على حيثيتها وكرامتها، يريد أن يعطيها
شخصية بحيث تخرج من هذه الأشياء. هؤلاء يريدون بيعها، وأن تتلقفها الأيدي من يد
لأخرى. بينما يعارض الإسلام ذلك. الإسلام خدم المرأة بشكل لم يكن له سابقة في
التاريخ أبداً، إذ إنَّه أنقذ المرأة من تلك المستنقعات، وأوجد لها شخصيتها.
الإسلام أنصف المرأة
ينظر الإسلام إليكنّ أيتها النسوة بنظرة خاصة. لقد ظهر الإسلام في جزيرة العرب في
فترة فقدت فيها النسوة كرامتهن. فجاء الإسلام ليجعلهنّ مرفوعات الرؤوس، وساواهنّ
بالرجال، واهتم بالمرأة أكثر من الرجل. فالقرآن يبني الإنسان، والمرأة تبني الإنسان
كذلك. وسيصيب الفشل والانحطاط تلك الشعوب التي تفتقد النسوة البطلات ومربيات
الإنسان. جاءت القوانين في الإسلام جميعها لصالح المرأة والرجل. يجب على المرأة أن
تساهم في المقدَّرات الأساسية للبلد. كانت النسوة في صدر الإسلام يشاركن الرجال في
الحروب، ونشاهد وشاهدنا كيف أنَّ النسوة وقفن إلى جانب الرجال، بل وتقدَّمن أمامهم
في صفوف القتال، وقدمن أنفسهنّ وأطفالهنّ وشبابهنّ، ورغم ذلك لم يتوقفن عن المقاومة.
نريد أن تصل المرأة إلى منزلة الإنسانية العليا. يجب أن تمارس المرأة دورها في
تقرير مصيرها. إنَّهم أرادوا التعامل مع المرأة كشيء مطيع في أيديهم، لكن الإسلام
أشرك المرأة في جميع الأمور مثلما يشارك الرجل في جميع الأمور.
الطلاق حق للمرأة أيضاً
وأمَّا المسألة المهمة التي يجب أن تنتبهن إليها فهي أنّ اللواتي يردن الزواج
يستطعن أن يضعن خيارات من البداية لأنفسهن لا تخالف الشرع المقدّس، ولا تخالف
حيثيتهن. فعلى سبيل المثال يمكنهنّ الاشتراط منذ البداية أن تكون المرأة وكيلة في
الطلاق فيما لو كان الرجل فاسداً في أخلاقه أو سيئ التعامل مع زوجته. والحدود التي
يضعها الإسلام للرجل والمرأة إنما يستهدف بها صلاحهما. فكما جعل الإسلام حقّ الطلاق
للرجل، فإنَّه قد جعل هذا الحقّ أيضاً للمرأة، وهو أنّ لها عند الزواج أن تشترط على
الرجل أنه لو فعل كذا وكذا لها الحق في الطلاق، ولو اشترطت عليه ذلك فإنه لا يستطيع
أن يعزلها فيما بعد. والإسلام يمنع الرجل من التعامل بسوء مع زوجته، ولو لم يتوقف
عن ذلك، فإنه يُجرى عليه الحد، ولو لم يمتنع؛ فيحق للمجتهد أن يطلق المرأة.