إبراهيم هارون
مهداة إلى ناصر الحسين أبي الفضل العباس عليه السلام
يشيد بالبطل العباس شاعره |
كما يغرد في البستان طائره |
ما أنجبت حرة شمساً ولا قمراً |
كناصر السبط ما أحلى غدائره |
إن قابل الناسَ جاء النور يسبقه |
وإن مضى فسكون الليل دابره |
ما عسَّ في قارع الكفار منسدلاً |
إلا تهاوت على البيدا مغافره |
وزينبٌ شدها من بين إخوتها |
له من الود ما تخفى بصائره |
ولم تزل زينبُ الحوراءُ تطلبه |
إلى الوفاء فلا تكبو مشاعره |
حتى أتى الشاطئ الغربيَّ مرتجزاً |
أروي الحسينَ ولا تظمى حرائره |
والشرك أطلق في الميدان قارعَه |
واستنفرت كالثرى عدّاً عساكره |
فاستحصلَ القمر العالي إجازته |
وانسلَّ للأرض تحذوه زماجره |
وأظلم الأفقُ من وقع الضراب وهم |
تحت الحراب وثكلاهم تهاتره |
ولم تزل رايةُ العباس خافقة |
صفراء في موجها عزّت محاوره |
ساءت وجوهَ بني صهيون وانتصبت |
على الجنوب فأعيتهم منابره |
وقد سقاها أبو هادي مفاجأة |
ذلّت لها من حصون الشرك ساعره |
لاغرد من سيّدٍ يغذو بسالته |
من الحسين وفي العباس غابره |
فكفّه من يد العباس ركّبها |
والسبط قائده والله ناصره |
هو المفاجأة الكبرى وقد قربت |
بها تَغيّرُ في الوادي مصائره |
وجالت الراية العظمى مراقبة |
ما بعد بعد، وقد هبّت بوادره |
يؤمها القائم المهدي منتصراً |
وتكتسي باللقا كحلاً نواظره |