إعداد: ديما جمعة
* أبي، أمي، حرراني!
محبَّة الوالدين وإن سمت قيمتها، تتّسم بازدواجية لا تخلو من الغموض والتساؤلات.
فهي من جهة قوية، ومتفانية، ولكنها من جهة أخرى، تؤذي إذا وصلت إلى مرحلة احتواﺀ
الولد واعتباره فقط امتدادًا للوالدين. الحب والخوف، اللهفة والذعر.. مشاعر وأمور
جدّ طبيعية لكنها عندما تتخطَّى حدود المعقول تتحوَّل إلى حالة مرضية وتتسبب في
خلاف حاد بين الأبوين والشباب.
الأم: أين كنت؟ لماذا لم تقل إنك ستتأخر؟
الابن: لم أتأخر سوى نصف ساعة!
الأم: وإن يكن! هل أكلت؟
الابن: نعم يا أمي.
الأم: لماذا لم ترتدِ سترتك؟ ألا تشعر بالبرد؟
الابن: لقد خنقتني بأسئلتك وخوفك.. أرجوك خفِّفي عنك ودعيني أرتحْ!
إلى الأهل:
قد يصاب الأهل أحياناً بالخوف الزائد على أولادهم فيدفعهم هذا الخوف لإعاقة نشاطهم.
ويُخيّل إلى الأهل أنَّ الخوف من الحوادث أو كلام الناس يبرِّر سلوكهم المتشدِّد مع
أبنائهم، ولكنَّهم ينسون أنَّهم يقتلون شخصيَّة أبنائهم دون أن يشعروا. إن أردتم أن
تكسبوا صداقة ولدكم عليكم بالكفِّ عن القلق عليه وإعطائه هامشاً من الحرية في
التصرّف واتِّخاذ القرارات. كثرة القلق والخوف قد تربك الشاب وتجعله إما متمرداً
على الضغوط وإما منزوياً وقليل الثقة بنفسه.
إلى الشاب:
اعرف أنَّ قلق الوالدين نابع من حبِّهما لك وليس للضغط عليك، فلا تسئ إليهما
واستوعب مشاعرهما. حاول أن تطمئن مخاوفهما عبر إثبات أنَّك جدير بثقتهما وأنَّ
قلقهما الدائم غير مبرر.
* دقيقة ضحك تضاهي
45 دقيقة من الاسترخاء
أكَّد الأطباء النفسيِّون أنَّ المرح يعد وسيلة فعّالة للتخلّص من الضغط العصبي،
وسلاحاً لمواجهة وتجاوز ما يتعرَّض له الإنسان من إهانة. واعتبرت الخبيرة الألمانية
في علم النفس والطب البشريّ "سوساني لاينينغر" أنّه لا يوجد علاج مجاني ومتوافر
باستمرار سوى علاج الضحك" مؤكِّدة على أنَّ فائدة دقيقة واحدة من الضحك تضاهي أكثر
من 45 دقيقة من الاسترخاء. وبيّنت أيضاً أنَّه يمكن اعتبار الأطفال "أبطال الضحك"
في العالم، إذ إنَّ الطفل يضحك على الأقل 400 مرة في اليوم. وأثبتت اختبارات
أجريت أنَّه بمجرَّد توقّع حدث سعيد بهيج أو مضحك، قد يرفع مستويات الأندروفين
والهرمونات الأخرى التي تُحدِث شعوراً بالمتعة والاسترخاء وتخفض إفراز الهرمونات
المصاحبة للتوتّر. أبرز الفوائد الناتجة من الضحك:
1. ينشط الدورة الدمويّة.
2. يقوِّي جهاز المناعة.
3. يخفِّف التوتر.
4. يساعد على زيادة كمية الأوكسجين الذي يصل إلى الرئتين.
5. الضحك رياضة داخلية للجسم لأنَّه يحرك العضلات الداخلية في الأمعاء والمعدة.
6. إنَّ أكثر من مائة عضلة تتحرّك في الجسم خلال عملية الضحك ومن بينها 15 عضلة في
الوجه.
العلاج بالضحك
أعلن فريق من العلماء في قسم الوقاية من أمراض القلب في جامعة ميريلاند الأمريكية
أنَّ الضحك على مواقف الحياة هو أفضل طريقة لضمان حياة أطول وقلب قوي، وأنَّ
الأشخاص الذين يضحكون كثيراً هم أقلّ عرضة للإصابة بأمراض القلب من الأشخاص الذين
لا يملكون روح الفكاهة.
* الجودو: كن مرناً حتى لا تنكسر
الجودو فنّ عريق وقديم ومعنى الكلمة: الطريق اللين، وهي رياضة وفلسفة أنشأها
الياباني (جيجورو كانو) عام 1882 ميلادي وقد أنشأ في تلك السنة مدرسة اسمها (كودوكان)
في طوكيو. وكان هذا المدرب قد أنشأ قاعدة كي يسير عليها تلاميذه وهي (كن مرناً
حتَّى لا تنكسر). وقد استنتج هذا المبدأ من الرياح القوية حين تعصف بالأشجار فرأى
أنَّ الأغصان الصلبة تنكسر رغم قوَّتها أمَّا الأغصان الضعيفة والمرنة فإنَّها
تتمايل مع الريح حتّى تضعف من قوّتها. فنّ الجودو يحتاج إلى تمرّس وخفّة ومباغتة في
نفس الوقت. صحيح أنَّه يحتاج أيضاً إلى القوَّة حتى ترمي شخصاً ما وتثبته في الأرض
ولكنَّك لو اتَّخذت الطريقة الصحيحة في أي حركة سترى أنك تستطيع رمي شخص أكبر منك
وأقوى منك بقوّتك الحالية!!
- التنمية الجسدية:
إذا مارس الشخص رياضة الجودو فإنَّ كافَّة عضلاته وعظامه تشتدّ وتقوى كما تزداد
بنفس الوقت قوة أجهزته الداخلية، فرياضة الجودو يمكنها أن تنمِّي وبسهولة جسماً
متناسقاً وتجعله قوياً. وبهذا الشكل فإنَّ هذه الرياضة تنميِّ حرية الحركة في الجسم
واليقظة التامّة تجاه كل طارئ.
- التنمية العقلية:
إنَّ رياضة الجودو تحتاج إلى صراع جسدي ينهمك به كامل الجسد والعقل معاً لذلك سوف
تنمو لدى ممارس رياضة الجودو بشكل تدريجي قوَّة القلب والسيطرة على النفس وسرعة
البديهة بالإضافة إلى التحلي بالحذر ويقظة الفكر.