مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

مشاركات القراء: عمـارة الأرض مسؤولية الإنسان

إسراء مهدي محمد / العراق



لا يمكن معالجة مشكل البيئة ما دام الإنسان (ساكن العالم) منغمساً ولاهياً في خدمة جسده البيولوجي.  إنَّ أي دراسة مقارنة بين إنسان يعيش نمط تفكير روحاني وآخر يعيش نمط تفكير مادي سوف تعطينا المؤشِّر الحقيقي لتدني مستوى نظافة بيئتنا في عالمنا هذا، كما أنها سوف تبرز كيفية معالجة هذا المشكل المزمن والخطير في حياتنا ألا وهو التلوث بكل أنواعه. 

إنَّ ترشيد الاستهلاك لا يتم والإنسان يريد الربح السريع، كما أنَّ الربح السريع هو دائماً مصحوب بكوارث بيئية لا تعطي للإنسان الوقت لمعالجة أخطائه.  الإنسان المادي المهتم بحاجياته اليومية هو إنسان مستهلك وكل فلسفته في الحياة تعتمد على كثرة الاستهلاك.  الإنسان الروحاني المملوء بالطمأنينة لا يرى في فلسفته سوى المحافظة على نضارة وجوده البيئي والجسمي والنفساني والعقلي، لهذا هو يفضل عدم الاستهلاك المفرط.  لا يمكن معالجة مشكل البيئة المزمن إلا بمعرفة الإنسان وأبعاده الوجودية ودوره في الوجود.

* كيف يمكن معرفة الإنسان؟
سؤال يطرحه الإنسان على نفسه ويصعب الإجابة عنه، ذلك أنَّ الإنسان الأرضي تقاسمته عدَّة فلسفات وجوديَّة سيطرت على كلِّ روحانيته فجعلته لا يستطيع تعريف دوره الحقيقي على الأرض.  لا يمكن معالجة مشكل البيئة المزمن إلا بإنسان روحاني قريب من كل الكائنات، ففي الإنسان الفطري تنطوي جميع الكائنات وفيه تتكلم وبه تعي وجودها هي الأخرى. كيف ذلك؟  وفي الشعر المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام:
أتزعم أنك جرم صغير      وفيك انطوى العالم الأكبر


الإنسان ليس آلة للاستهلاك كما تصوِّره الفلسفة الغربية المبنية على الحرية والليبرالية، فالغرب المادي أسَّس وجوده على الحرية وعندما عبد الحرية صاغت له هذه الحرية سجناً اسمه المحافظة على الحرية فكانت النتيجة صنع بشر صناعي بعيد عن الأرض وجمالها وخيراتها.

* عالمنا أنظف عالم خُلق!
إنَّ الإنسان المتدين في كافة أنماط الاتجاهات الروحانية يستحيل عليه الأكل الكثير والاستهلاك الكثير. فلنتصور جميع أفراد المجتمع الدولي العالمي روحانيين ملتزمين بمبادئ الإنسان الواعي. سيكون عالمنا أنظف وأبهج عالم خلق. لا يمكن تغيير نمط العيش والإنسان الأرضي يجهل دوره، كما أنَّه لا يمكن إصلاح نمط عيش الإنسان ما دام حبيس أيديولوجيَّات بعيدة عن الفطرة والروحانية.  الإنسان الفطري هو إنسان يتعايش مع جسده الحقيقي المحيط وكل الذي نراه بأعيننا. فبيت الإنسان الروحاني هو الأرض بمحيطاتها وأنهارها وجبالها وسمائها وأزهارها وأشجارها.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع