إذا كانت القدوة هي الشخص الذي يلتف حوله قلبك، ويحوم
حوله فؤادك ،فتختاره مثالاّ أعلى، لما يثيره في نفسك من القبول والاستحسان والإعجاب
والمحبة والتقدير، فيجذبك نحوه، ويرتقي إلى محور اهتمامك، ويصير محط أنظارك، فتتأسى
بخطاه، وتحتذي بحذوه، وتقتفي أثره، وتتّبع طريقته، وتعمل بسلوكه، وتحاكي أسلوبه،
وتقلِّد تصرفاته، ويرخي بتأثيره عليك ... وذلك بناءً-بحسب ما يفترضه العقل
والمنطق-على توافقه مع الخط الذي تسير عليه في حياتك، وتناسبه مع الطريق الذي تسلكه
عن وعي ودراية واقتناع، وعدم تعارضه مع الأهداف العليا التي رسمتها لنفسك، وتصبو
لتحقيقها والوصول إليها.
فذلك يلزم أن تحدد بدقة واهتمام:
- برأيك، من هو الذي يستحق أن يعتلي مقام القدوة الصالحة التي تنير دروب الناس؟
- من هو قدوتك(نهجاً أو أشخاصاً)؟
- كيف اخترته ولماذا؟ وهل يعتبر اختياره قدوة مصلحة وخيراً لك؟
- ماهي أهميته ودوره وفعاليته؟
- ما هي ميزاته ومواصفاته ومؤهلاته؟ وهل تتناسب مع رؤيتك وخياراتك ورسالتك ونهجك في
الحياة؟
- هل تنطق سيرته باعتماده المبادئ التي يتخذها قولاً وعملاً؟
- هل تجد في سلوكه ما يعينك على تعيين الصح من الخطأ في الأمور والمسائل؟
- هل تجد في سيرته ملاذاً لك عند الوقوع في المصاعب؟
- إلى أين يأخذ بيدك، وفي أي طريق؟
- هل يدفع بمركبك إلى بر الأمان؟ وهل تجده مرشداً ودليلاً لما فيه صلاحك في الدنيا
والآخرة معاً؟
وبعد اختبار صوابية الاختيار يلزم أيضاً أن تحدد ما يلي:
- هل تقتدي به حقاً؟
- هل تقتدي به قولاً وفعلاً؟
ذلك لأنّ الكثير من الناس يحسنون اختيار قدوتهم التي لا يرتضون سواها: رسول الله
صلى الله عليه وأهل بيته الأطهار، لكن تجد بالفعل أنهم أكثر الناس عنها بعداً.