كانت الهمسات القدسية تنساب من بين شتات الأصوات.. وركام الضجيج... تتحدَّى كلَّ
عمالقة الحرب الصهيونية... والأصداء الوحشية التي أزعجت الأحلام الوردية... لم تكن
الهمسات سوى ألحانٍ ملائكية... وتراتيل ندية.. وأصداء حرة أبيّة... ساد الهدوء
المكان... انجلى كلَّ شيء.. دشمٌ مدمرة.. جثثٌ هامدة.. هزيمةٌ ودمار.. وفي المشهد
الآخر... رايةٌ حسينيّةٌ ترفرف فوق الركام.. نصرٌ مؤزر.. وشهيد!.. هدأ كلُّ شيء..
لكن الهمسات لم تهدأ!.. ولا زالت بعد مرور حوالي ثماني سنوات على العملية البطولية
في بئر كلاب تحلّق.. ليس فوق ميدان المعركة فحسب.. بل فوق كل موقع وتلّةٍ وثكنة
وقرية.. وحبة تراب من أرض الوطن المحرر.. ثم تحط عند تلال قلب أخت الشهيد حسن مالك
حرب "مرتضى".. ولكن لم تكن لتجعل الجراح تنزف من جديد.. بل لتضمد كل الجراح..
وتسحق كل المعاناة والآلام.. وتتوجّه هي بكل كيانها.. بجوارحها.. وحنينها إلى قِبلة
الجهاد.. ومحراب الشهادة.. إلى جبل الريحان.. إلى تلال الحرية في بئر كلاب..
علياء حرب