على قارعة الانتظار، أترقّب مجيئه، والشوق يتقدمني
المسير، بحثتُ عنك سيّدي..
فانطلقَتْ أجوبة عَنان السماء. سألت النجم عن سيدي، فقال من نور وجْنته نوري خجل،
سألتُ القمر، قال من نور عينيه نوري أَفل، سألت الشمس، قالت يا حبيبي، طبْ نفساً،
لا تخفْ لا تَجَلْ، إنّ الموعود آتٍ آتٍ، في قريب في عَجَل.
التمستُ آفاق الأرض، أُنشدك سيدي، والقلب من عشقه انفطر، أسأل، أُنادي، مولاي، أين
استقرّت بك النّوى، بل أيّ أرض تقلّك أو ثرى؟ عزيزٌ عليّ أن أرى الخلق ولا تُرى.
يا وعد الله، سألت التاريخ عنك وسنينه، سمعتُ صوتاً ينادي، أرخى في العين دموعًا،
أنا بقيّةٌ من آدم، وذخيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم وصفوة من محمّد، أنا بقيّة
الله وخليفته وحجّته عليكم، فالله الله فينا، لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله
تعالى، فطوبى للمنتظرين العاملين ﴿وَلَقَدْ
كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا
عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (الأنبياء: 105) والموعد قريب
﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا*وَنَرَاهُ قَرِيبًا﴾
(المعارج: 6).
ياسر كركي