مهداة إلى الشهيد المجاهد ربيع وهبي "سراج" وإلى والدته الحاجة سميرة التي عاشت على
ذكراه وماتت للقياه وسكنت معه ثراه.
تشرقُ شمسُ كل يوم... إلا أيامها، لا شمسَ تشرقُ
فيها... وتبقى هي الأم التي تنتظرُ فلذة كبدها خلف النافذة أو أمام باب الدار...
تمسحُ غشاوة البرد... علَّه يأتي من بعيد... إلى أن أيبسها صقيع الانتظار، وحملتها
رياح الشوق إلى ربيعها، فحضنها بين ذراعيه... يضمد جراح الغياب... ناداها، فأسرعت
في الرحيل... فلم نرَ على وجنتيها سوى قطرات من اللؤلؤ، وثغر مبتسم، فأيقنا حينها
أنه يحضنها... ليأخذها معه إلى البعيد البعيد... وتهاجر الزهرة إلى قبره... تستقرُّ
هناك... سامحاني، جدَّتي وخالي... فما عدت أملك إلا الذكريات، وبعض صور...
أنثرها، أقرأها لأعرفكما أكثر... لأنَّكما أجمل حكاية في دنيا وجودي... والآن
بعد رحيلكما... استوطن الخريف شوارع عمري... ولأن الكلمات لم تعد تكفي... رميت
القلم... لأترك دمعتي تكملُ عني... لتملأ فراغ الحب في كلماتي... وحبر الشوق في
أقلامي...
بتول كرنيب