صار الإصرار على إقامة دعاء الندبة صباح كل يوم جمعة، من الظواهر المألوفة والمحببة في مجتمعاتنا، حيث يجتمع الموالون لأهل البيت عليهم السلام والساعون لأن يكونوا من أنصار الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف في منزل شهيد من شهداء المقاومة الإسلامية أو في حسينية أو مجسد أو في روضة الشهداء في أي منطقة من المناطق اللبنانية وخصوصاً في تلك التي يكثر فيها عدد شهدائها، ولعل من أبرز المحطات على هذا الصعيد هو دعاء الندبة في بيروت، وفي روضة الشهيدين ـ الغبيري بالذات، حيث يتخلل الدعاء مجلس عزاء مؤثر يلقيه في الغالب سماحة الشيخ حسين كوراني، فيعلو صوت البكاء والنحيب ودعوات الاستغاثة بصاحب العصر، أن طال الانتظار.. فعجل على ظهورك، وربما يشعر البعض بشيء من التعب والعبء حيال هذا الدعاء الصباحي المبكر وخصوصاً بالنسبة لمن لا عمل لهم في يوم الجمعة بحكم كونه يوم عطلتهم.
إلا أن العاشق الحقيقي يشعر أن هذه الدعاء بمثابة بيعة وعهد وعقد بينه وبين إمام العصر عجل الله فرجه الشريف. فيا له من أسلوب جذاب ومشوق يعبر عن مكنونات العلاقة بولي اللّه الأعظم، حيث يردد الجميع وبصوت واحد "هل إليك يا بن أحمد سبيل فتلقى... هل يتصل يومنا منك بعدة فنحظى... متى نغاديك ونراوحك فنقر عيناً... متى ترانا ونراك وقد نشرت لواء النصر.. ترى... أترانا نحف بك وأنت تؤم الملا... وقد ملأت الأرض عدلاً".
وأخيراً، ولمن تفوته
مناسبات كهذه، ولمن هو محروم من إقامة مثل هذه المراسم، تعالى وافتح قلبك بخشوع
وخضوع وابدأ بإحياء هكذا أدعية في قريتك وبلدتك، في الحي الذي تسكن أو البناية،
وإلاّ فإن الحرمان من توفيق كهذا لهو الحرمان الكبير فهلمَّ إلى ذلك وهلم إلى بناء
علاقة جديدة مع الإمام المهدي (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء).