مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

من قصة المعراج



لما عُرج برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء، شاهد من آيات الله الكبرى ما شاهد، حيث أخبر عن تلك الرحلة أخباراً كثيرة نقتصر على بعضها تعميماً للفائدة واستفادة منها في ذكرى الإسراء والمعراج فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

"... مضيت فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم، وتخرج من أدبارهم.
فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟
قال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظُلماً: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ .
ثم مضيت فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عِظَمِ بطنه.
فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟
فقال: هؤلاء الذين يأكلون الرِّبا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، وإذا هم بسبيل آل فرعون: يُعرَضون على النار غدوّاً وعشيّاً يقولون: ربنا متى تقوم الساعة؟
قال: ثم مضيت فإذا أنا بنسوانٍ معلَّقات بأثدائهنَّ.
فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟
فقال: هؤلاء اللواتي يُورثن أموال أزواجهن أولاد غيرهم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اشتدَّ غضب الله على امرأة أدخلت على قومٍ في نسبهم من ليس منهم فاطَّلع على عوراتهم، وأكل خزائنهم.
ورأيت فيها نساءً ينادون فلا يُجابون، ويستغيثون فلا يُغاثون.
فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟
فقال: هؤلاء اللواتي يبذلن أنفسهم لغير أزواجهن.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: ورأيت فيها نساءً مسحوبات بأعناقهن وفي أعناقهن سلاسل من حديد.
فقلت: يا جبرائيل من هؤلاء؟
فقال: هن اللواتي يكشفن وجوههن ورؤوسهن لغير أزواجهن.
ورأيت فيها نساءً على صورة الكلاب، والنار تدخل من أدبارهن وتخرج من أفواههن وهنَّ يعذبن بأنواع العذاب.
فقلت: يا جبرائيل من هؤلاء؟
فقال: هؤلاء اللواتي يلمن أزواجهنَّ من غير ضرورة.
ورأيت فيها نساءً معلقات بألسنتهن وصراخهن مثل صراخ الحمير، والنار تأكلهن، والحيات والعقارب تلسعهن وتنهشهن.
فقلت: يا جبرائيل من هؤلاء؟
فقال: هؤلاء المؤذيات أزواجهن والمغنيات بألسنتهن.
ورأيت فيها نساءً تدور بهن جهنم كدوران الرّحى في الطاحونة وهن معلقات بأرجلهن.
فقلت: يا جبرائيل من هؤلاء؟
فقال: هؤلاء اللواتي يخرجن من بيوتهن بغير علم أزواجهن.
ورأيت فيها نساءً صُمَّت أسماعهن بمسامير من حديد، وهن في العذاب الألمي.
فقلت: يا جبرائيل من هؤلاء؟
فقال: المستمعون النميمة والغيبة.
ورأيت نساءً مشدودات نواصيهنَّ إلى أقدامهن ومقرونة بسلاسل من النار والزبانية يسحبونهن على وجوههن.
فقلت: يا جبرائيل من هؤلاء؟
فقال: هؤلاء اللواتي يخنَّ أزواجهن في أنفسهن وفي أماناتهن.
ورأيت فيها امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها.
فقلت: من هذه يا جبرائيل؟
فقال: هذه التي كانت لا تغطي شعرها من الرجال.
ورأيت فيها رجالاً يُسقون من الحميم والصديد فإذا وصل إلى جنوبهم وأجوافهم تمزّقت جلودهم ولحومهم.
فقلت: يا جبرائيل من هؤلاء؟
فقال: هؤلاء الذين يشربون الخمر والمُسكر.
ورأيت فيها رجالاً يتقلبون على شفير جهنم وهم في العذاب الأليم.
فقلت: يا جبرائيل من هؤلاء؟
فقال: الذين يبخسون الميزان.
ورأيت رجلاً معلقاً برجليه، وعنده ملكٌ بيده سيف من نار يقطعه به، فإذا قطعه وخلص، عاد كما كان، وهذا حاله إلى يوم القيامة.
فقلت: يا جبرائيل من هذا؟
فقال: هذا قاتل النفس المحترمة.
ورأيت رجلاً وجهه خلف قفاه ومعه ملك في يده حية، فتجيء الحية فتبلعه وتقذفه فيصير فحمة سوداء، وهذا حاله.
فقلت: يا جبرائيل من هذا؟
فقال: كان قاضياً يقضي بين المسلمين، ولا يحكم بينهم بالحق.
ورأيت رجلاً على فراشٍ من نار، وفي كل ساعة يضطرب به الفراش فتخرج من تحته حيَّة فتقطعه وتأكله، ثم تقذفه فيبتلعه ثعبان.
فقلت: يا أخي يا جبرائيل ما كان يصنع هذا؟
فقال: كان عاصياً لوالديه.
ورأيت رجلاً معلقاً في النار ومعه ملَك يضربه يميناً وشمالاً، ويرميه في النار وهو ينادي عليه: هذا جزاء من وجب عليه الحج ولم يحج.
ورأيت رجلاً نائماً على قفاه ويداه مغلولتان إلى رجليه والنار تخرج من دبره وتدخل في فمه ومعه ملَك ينادي عليه: هذا جزاء من لا يصوم شهر رمضان.
ورأيت رجلاً بيده شجرة من نار، وعنده حيَّة تبلع يديه ورجليه ومعه ملك ينادي عليه: هذا جزاء من يمنع الزكاة أربابها.
ورأيت رجلاً قاعداً على حصير من نار وعنده ملَك يقطع لحمه ويطعمه إياه وهو ينادي عليه: هذا جزاء من يكذب على الله ورسوله.
ورأيت أهوالاً شديدة وأموراً عظيمة فدخلين من ذلك فزعٌ عظيم..
... سلام الله عليك يا رسول الله، فإن كان الفزع قد دخلك من تلك الأهوال فما بالنا نحن المقصّرون المذنبون الراجون عفو ربنا وشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع