مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

خاطرة: أيام في ظلال صافي

عصام البستاني



.. أيّ عشق هذا الذي تصنعه أيها الجبل الصافي؟
أي روحٍ انبعثت منك حتى جعلت أفئدة من الناس تهوي إليك؟.. وأيُّ ناس؟ مجاهدون غنى السلاح بين أيديهم وزغرد من فوهات بنادقهم رصاص التحرير والحريَّة والنصر...


هجروا البيوت ومراتع الطفولة ويمموا وجههم حيث قبلة المجاهدين صافي... جاؤوا يبثون إليك أيها الشامخ لواعج صدورهم، يحدثونك ويتسامرون، يشكون إليك ويسترجعون، يعاهدونك وفي جهادهم ينطلقون، يحملون الحديد مشحوناً بالنار والبارود على كواهل مشحونة صدورها بالثورة والانتقام..

تواضع أيها الشامخ وانحنِ كي أقبل وجنتيك.. لا لا تنحنِ واسمح لي بأن أتعمشق وأحاول التطاول علّ شفتاي تحظيان بلثم قدميك... أيها الشامخ قصدت حرمك وسرت متبركاً في باحته أطوف وأسعى ضمن طاقتي المتواضعة وأنا أبصر وأرى وأسمع، أرى الأهل والأحباب ينتقلون بكل طمأنينة إلى حقولهم وبساتينهم وهم يعلمون بأن راحتيك التي تحمل المجاهدين تحبوهم بالرعاية والدراية على الرغم من أنهم يسمعون واسمع ذلك الزعيق الصارخ من حيتان الجو المنطبعة عليها نجمة داوود...

ومع ذلك لم يجد ولن يجد الخوف والرعب الساعي إليه اليهود ولإدخاله إلى قلب أهلنا ومجاهينا طريقاً. لكن هيهات... وفي ذلك المكان الذي هو كل مكان وفي الزمان الموجود فيه المجاهدون وهو كل زمان ـ مهدي، أبو جعفر، أبو تراب، جهاد، وأسماء هي كثيرة لا أذكر إلاَّ أفعالها وإخاءها وتفانيها، أصحاب تلك الأسماء المجهولون بين أهل الأرض المعروفون عند أهل السماء حركة دائبة لا تعرف الكلل أو الملل، هم بشرٌ تركوا الأبناء والعائلات والقرى، هم بشرٌ مثلنا يشعرون كما يشعر الجميع وعواطفهم الجيَّاشة لا تنفصل عن بنيهم، واطمأنت نفسي حينما لمست أنهم يعتبرون أن كل أمٍّ هي أمهم، كل أب هو والدهم، كل طفل، كل طفلة هم أطفالهم فيستحيل التعب هيّناً والعمل مشوّقاً، والكد والشقاء راحة،

 واسمحوا لي أن أقول من خلال تلك الأيام القليلة أن المقاومة ليست شمّ نسيم ولا كثرة كلام أو تنظير، هي جهاد ودم وعرق، هي سهر وإرهاق وتعب فمن شاء أن ينظّر للمقاومة عليه أن يجرّب نفسه في ثغورها، يضع نفسه بخدمة المجاهدين، يتخلى عن كبريائه وعظمته وهالته ويكتسب من روحانية هؤلاء الكبار روحاً يحيا بها أيام عمره...

ـ أبو جعفر، مهدي، حاج: اسمحوا لي أن أقدم لكم اعتذاري لتقصيري في خدمتكم فإن خير من يخدم في هذه الحياة هم أنتم، هم المجاهدون، واسمح لي أيها الصافي أن أهنئك على ساكنيك، أن أبارك لك كبرياءك وشموخك الذي صنعه أبطال مقاومتك البطلة فصرت الأسطورة والعزة والمجد وصرت الرعب والقهر والخوف للأعداء، صرت الكابوس الذي يؤرق ليلهم فلا يَعرفون طعم النوم، هنيئاً لك مجاهدوك وهنيئاً للمجاهدين مقاومتهم وهنيئاً للمقاومة شعبها وهنيئاً للشعب وللمقاومة وللمجاهدين سيِّدهم الأمين، نعم الأمين...

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع