ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إن لله في أيام دهركم نفحات
ألا فتعرضوا لها ولا تعرضوا عنها".
كثيرة أيام الله المعطرة بالنفحات الرحمانية في الأشهر الحرم هذه، إن لم نقل إنها
كلها أياماً إلهية. فالمبعث الشريف والمعراج النبوي إلى قاب قوسين أو أدنى، وولادات
المعصومين الأطهار من أعظم الأيام الإلهية وأكثرها بركة.
لكن ليوم الحسين عليه السلام نفحة خاصة وسر لا يدرك!
لست أدري من أين أبدأ، لأن وُمَيضة من بعض شعاع الأنوار الحسينية أخذت بمجاميع عقلي
ونياط قلبي، فأنى لي أن أعرف أين المنتهى!
هل قرع سمعك قول الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم: "حسين مني وأنا من حسين"؟
ترى، كيف يكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حسين؟
أو تكون البداية من الشهادة التي بها حُفظت الرسالة، ومنها استمدت الحقيقة المحمدية
الكبرى بقاءها حتى ظهرت على كل الأكوان رغم كيد الظلمة والطواغيت؟ أم أن الشهادة
ليست إلا ومضة من ومضات بعضيته من الرسول أو بعضية الرسول منه؟ لست أدري.
ولئن شق علينا ـ عزيزي القارئ ـ معرفة هذه الأنوار القدسية حق المعرفة، فلا ينبغي
أن يشق علينا موالاتهم حق الموالاة "ومن يتولَّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب
الله هم الغالبون".
وإلى اللقاء