إنه لمن النادر جداً أن ترى شخصاً لم يعانِ من وجع الرأس، إذ إن ألم الرأس هو أكثر
الأعراض انتشاراً في العالم. ويجب الانتباه هنا أنه ليس مرضاً بحد ذاته ولكنه عارض
فقط ويمكن أن يكون عارضاً لعرض ما يجب البحث عنه ومعالجته ليزول ألم الرأس.
* أسبابه:
ليس من الضرورة أن يكون سببَ ألم الرأس مشكلةٌ عصبيةٌ دماغيةٌ إذ إن العديد من
المشاكل تسبب هذا الألم. فمثلاً، قد ينتج ألم الرأس من مرض أو التهاب في الجيوب
الأنفية، من ارتفاع ضغط العين، من التهابات الأسنان، من مشكلة ما في الأذن، من شد
أو توتر في عضلات الرقبة، وحتى من مرضٍ في إحدى فقرات الرقبة (جزء من العمود الفقري).
أما المشاكل الدماغية التي تسبب ألم الرأس فممكن أن تنتج عن توسُّع بعض شرايين
الدماغ أو التهاب أغشية الدماغ (السحايا) وغيرها ما سنفرده لاحقاً، إن شاء الله.
* أنواعه:
هناك عدة أنواع من وجع الرأس، يختلف الواحد عن الآخر من حيث الصورة السريرية للوجع
والتأثير على المريض مع الاختلاف في العلاج أيضاً. أهم الأنواع هي:
1- ألم الرأس التوتري Tension type headache
2- صداع الشقيقة Migraime
3- ألم الرأس المحرَّض بالأدوية Drug rebound headache
4- ألم الرأس التكتلي Cluster headache وهو نادر في بلادنا.
هناك بعض الإشارات في ألم الرأس تنذر بالسوء ويجب على المريض والطبيب معاً أخذ
الحذر والمعالجة بأسرع وقت ممكن، وهذه الإشارات هي:
أ- حدوث مفاجئ لألم جديد وشديد، وما يزعج في الأمر أنه قد يكون نتيجة نزيف في
الدماغ.
ب- ألم الرأس الذي يزداد سوءاً مع الوقت.
ج- وجع الرأس الذي يحدث فجأة بعد جهدٍ مضنٍ أو سعال أو الممارسة الجنسية.
د- الألم الذي يصاحبه غياب عن الوعي أو هذيان أو فقدان الذاكرة أو شلل أو انعدام
الإحساس في منطقة ما من الجسم.
هـ ألم الرأس الذي يأتي لأول مرة بعد سن الخمسين إذ قد يكون عارضاً لورم مخفي.
وسنتحدث هنا عن ألم الرأس التوتري وعن الألم المحرَّض بالأدوية فقط، وذلك لكثرة
وجودهما في بلدنا، أما صداع الشقيقة فسنفرد له عدداً خاصاً، إن شاء الله تعالى.
* ألم الرأس التوتري:
وهو يشكل حوالي 90% من آلام الرأس عامة وثلاثة أرباع المرضى هم من النساء.
يكون الألم على الجهتين من الرأس ويحس المريض كأن شيئاً ما يقبض على رأسه كالقشاط.
أفضل علاج لهذا الألم هو الراحة إذ يجب أن لا تؤخذ المسكنات كالأسبرين والبانادول
إلا في حالة الضرورة كي لا يتعود الواحد منا عليها فينتج ألم الرأس المحرَّض
بالأدوية.
* ألم الرأس المحرَّض بالأدوية:
وهو ينتج عن كثرة تناول المسكنات وخصوصاً الأسبرين والبانادول والإرغوتامين (وهو
الأساس في علاج صداع الشقيقة).
هذا الألم تعاني منه النساء عشر مرات أكثر من الرجال وذلك لأنهن أكثر استهلاكاً
للمسكنات، لذلك علينا الانتباه بأن لا نتناول المسكنات عند أي إحساس بصداع في الرأس.