بينما أنا أتصفح سيرة الحوراء الإنسية فاطمة الزهراء سلام اللَّه عليها، والتي لا
يخفى مقامها على أحد من المسلمين، استوقفتني محطتان بارزتان: بين الأحزان، والقبر
الشريف.
ترى! لماذا فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وروحه التي بين جنبيه
تتخذ بعد وفاته بيتاً للأحزان تبث فيه أوجاعها والآلام وتضج بالزفرات والأنين على
مرأى ومسمع من المسلمين أصحاب الرسول ولا من مجيب؟!
ترى! لماذا توصي الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أن تدفن سراً وفي جنح الظلام
حتى أن قبرها لا يزال مستوراً حتى هذه الساعة؟
وللَّه در الشاعر الذي قال:
ولأي الأمور تدفن سراً | بضعة المصطفى ويعفى ثراها |
بنت من؟ أم من؟ حليلة من؟ | ويل لمن سن ظلمها وأذاها |