نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

تغذية: بدائل السكّر


زينب ترمس سعد

أصبحت المحلّيات الصناعية الخالية من السعرات الحرارية رائجة في أيامنا، حتّى بات الملايين في العالم يعتمدون عليها في تحلية طعامهم وشرابهم وبينهم من يُعاني من مرض السكّري أو الوزن الزائد، ومنهم من يخشى الزيادة في السعرات الحرارية عن حاجته اليومية.

* ترويج واستغلال
ومع اعتبار هذه المحلّيات صحيّة إلى حدّ معيّن، إلّا أنّ العديد من الدراسات أثبت ارتباط أنواع عدّة منها بعدد من الأمراض والمشاكل الصحيّة؛ ولهذا، فإنّ بعضاً منها مصرّح به من قبل منظّمة الصحة العالمية وهو يعدّ صحيّاً، أمّا بعضها الآخر فهو غير مصرّح به، وعلينا تجنّبه.

وعلى الرغم من هذا، فإنّ كثيراً من الشركات يستخدم الأنواع غير الصحيّة من المحلّيات في منتجاته الخالية من السكر والتي تلقى إقبالاً شديداً من أصحاب الحمية (Diet) كالعصائر أو الحلويات من بوظة وكاتو، وبسكويت، وشوكولا إلى العلكة والسكاكر والمشروبات الغازية وغيرها. وهكذا يغوص الساعون إلى تجنّب السكر الأبيض بسعراته الحرارية العالية في مشاكل أخرى دون إدراك ذلك.

* الحلّ الأمثل صحيّاً
لذا، فإنّ الحلّ الأمثل يكمن في تحديد نسبة السكّر التي يحتاج إليها جسم كلّ شخص منّا يوميّاً ومحاولة أخذ هذه النسبة من السكر من المصادر الطبيعية، كالفاكهة والعصائر الطبيعية والفواكه المجفّفة، ومصادر النشويّات من القمح والشوفان والأرز..

وإلّا فإنّ الإفراط في تناول السكريّات وحتى الطبيعية منها يعرّض المرء للكثير من المشاكل الصحيّة المتعلّقة بزيادة الوزن ومشاكل القلب والسكّريّ، لا سيّما النوع الثاني، وتصلّب الشرايين والضغط ومشاكل الكلى...

وهنا تكمن الفائدة المرجوّة من استبدال السكّر الأبيض وغيره بالمحلّيات الصناعية الخالية من السعرات، ولكن يبقى علينا حسن اختيار النوع الصحيّ من هذه المحلّيات، والتحكّم في نسبة تناولها دون الإفراط، حيث تنعكس أهداف هذه المحلّيات عند محبّي ومدمني الطعم الحلو، فتصبح بذاتها مسبّبة لزيادة الوزن..

كما يجب على من يستخدم المنتجات الخالية من السكّر أن يتذكّر دوماً أنّ معظم هذه المنتجات، وإن كان خالياً من السكّر، إلّا أنّه ليس خالياً من السعرات الحراريّة فهو يتضمّن السَّمنة، الزبدة، أو الزيت، أو الكريما، أو البيض وغيرها. فمثلاً الشوكولاته التي تحتوي على نسبة قليلة من السكّر، يتمّ تعديلها بالزبدة كي يتوازن طعمها ويرغبها المشتري.

* مصادر السكّر
من المصادر الطبيعية:
1- مشتقّات القمح كافّة (الخبز الأبيض، الخبز الأسمر، الإفرنجي، المرقوق، التنّور، الشوفان والمعكرونة..).
2- الفاكهة بأشكالها المختلفة (طازجة، عصائر طبيعية، عصائر صناعية، فاكهة مجفّفة دون سكر).
3- الحليب وإن خلا من الدسم.
4- كلّ ما يحوي النشاء والنشويات (الحمّص، العدس، الفول).
5- الخضار النشوية، كالبطاطا، والذرة، والبازلاء والجزر.

أمّا المصادر غير الطبيعية فهي:
- كلّ ما يحوي سكّراً مصنّعاً غير خالٍ من السعرات، كالسكاكر والحلوى والبسكويت...

* خيارات صحيّة
يفضّل لكلّ من يهتمّ بنسبة السعرات الحرارية التي يتناولها، ويميل إلى أخذ الخيارات الصحية أو يلتزم الحمية اتّباع الخطوات التالية:
1- تجنّب السكّر الأبيض، المعروف (بالسمّ الأبيض)، بكل أشكاله.

2- عدم الاعتماد كليّاً على العبارات الموضوعة على المنتجات: خالٍ من السكر، دايت (Diet)، خالٍ من السعرات الحرارية، خالٍ من الدهون، بل الالتزام بقراءة الجدول الغذائي ومحتويات المنتَج دوماً.

3- استبدال العصائر الصناعيّة الخالية من السكّر والمشروبات الغازية الخالية من السكّر بعصائر طبيعية بنسبة معتدلة، أو اعتماد بعض العصائر البيتية الزهيدة بالسعرات الحرارية كعصير الليمون الطازج.

4- تجنّب المنتجات التي تحتوي على المحلّي الصناعيّ المعروف بـ(الأسبيرتيم) و(السكاريين) بعدما دعت المراكز الصحيّة إلى تجنّبه.

5- اعتماد بعض الأعشاب -ذات الطعم الحلو الطبيعيّ- لتحلية المشروبات المنزلية من الشاي والزهورات وغيرها كنبتة القرفة أو عشبة الـ«ستيفيا» (Stevia)(1) التي تتميّز بمذاق حلو جدّاً، وهي بديل طبيعيّ عن السكّر.

6- اجتناب المحلّيات الصناعية كافّة للأطفال، واعتماد العسل لتحلية مشروباتهم؛ فالعسل الطبيعيّ الأصليّ بديل صحيّ عن السكّر الأبيض ولكن بكميّة محدودة، فكلّ ملعقتين بمقدار 15 مل من العسل تحوي 15 غراماً من السكّر؛ أي ما يعادل 60 إلى 80 سعرة حرارية.
وهنا، أنصح الأهل دوماً بعدم تعويد الأطفال منذ الصغر على تحليَة مشروباتهم والتعلّق بالطعم الحلو. وليس إيجابياً للطفل أن يُكافأ بتقديم الحلويات إليه، فنحن بهذا نوقعه في فخّ الحلويات، فيكبر ويصعب عليه الحدّ منها حينها.

7- اختيار السكّر الطبيعيّ بكميّات محدودة كبديل عن السكّر الأبيض؛ كالسكّر الأسمر الذي يتمّ استخراجه من قصب السكّر مباشرة دون تحليته بالدبس، أو السكّر المستخرج من جوز الهند الطبيعي وغيرهما... فهذه كلها خيارات سليمة، وأفضل من السكّر الأبيض، لكنها ليست خالية من السعرات الحرارية.

8- تجنب المحلّيات الصناعية لمن يعاني مشاكل في الجهاز الهضميّ كالنفخة والغازات.

9- تجنّب المحلّيات الصناعية للمرأة الحامل أو المرضع.

10- تحصيل نسبة السكّر التي يحتاج إليها الجسم من المصادر الطبيعية (الفواكه والعسل الأصليّ) والوقوف عند هذه النسبة دون تخطّيها إلى الإفراط في السكريات الطبيعية أو تناول المحلّيات الصناعية.

11- تناول ملعقة صغيرة من الخلّ الطبيعيّ الطازج مع وجبة الغداء، فهذا يحدّ من طلب الجسم للسكّر لفترة أطول.

12- ممارسة الرياضة، فهي أساسيّة لتفعيل عمل الإنسولين في الجسم وتعديل السكّر في الدم.

وأخيراً، تنظيف الأسنان بعد تناول السكّريات؛ منعاً لتسوّس الأسنان من جهة، وللحدّ من العودة إلى تناول السكّر في فترات قريبة من جهة أخرى.


1.نبات شبه استوائي يستخرج لإنتاج سكّر قليل السعرات.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع