مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام: اختبار عُنقود

نهى عبد اللَّه


يُروى أنّ حكيماً ربانيّاً دخل عليه سائلٌ في بستانه، فناوَله عُنقود عنب. رفع السائل يديْه بالدعاء شكراً وحمداً لله على رزقه، فزاد الحكيم عطاءَه للسائل عِنباً ثمّ ثوباً يكسوه، فكرّر حمدَه وشُكره لله الرازق المُعطي، عندها طلب الحكيم من خادمِه أن يُحضر ما يجده من الدراهم؛ ليُعطيها للرجل الشاكر الذي أخذ العطيّة وهو يُتمتم: "سبحانك، هذا مِنك ما أكرمك! لا شريك لك". توقّف خجلاً من إحراج كرم الحكيم الرؤوف أكثر من ذلك، وخَرج..

وفي الطريق، التقى بسائلٍ آخر. بادره متعجباً: "أنّى لك كلّ هذا؟"، فأشار إليه أنّ ربّ السماء قد عطّف قلباً رحيماً عليه في ذلك البستان، ورزقه على يديه. توجّه السائل الآخر من فوره إلى البستان، مطالباً بـ"حصّة"، فناوله الحكيم عُنقوداً كالأول، فاحتجّ السائل مستنكراً: "ما هذا؟! عنبٌ فقط؟! لا حاجة لي بذلك"، فاسترجع الحكيم العنقود، وقال له: "أوسع الله عليك في غير مكان" آذناً له بالانصراف.

لم يصدّق السائل الثاني أن اليد التي منَعَته وصرَفَته، هي اليد نفسها التي أفاضت على صاحبه الأول؛ لأنّه لم يدرك الفرق بين سؤاله وسؤال صاحبه، وبين عينه التي قَصُر نظرها على حدود الرزق فقط، ولم ترَ الرازق الذي سكن في قلب صاحبه... فبات رزقه يسعى إليه...

أما الحكيم الربّاني، فكان مرآة صافية لإظهار هذه الحقيقة.

فللتعامل مع الله آداب، وفوق كلّ ذلك ما زال سبحانه راحماً لم يمنع العطية.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع