مهلاً.. لماذا تشعر بالقلق؟ لماذا يؤرقك الغد إلى هذا
الحدّ، وتحاصرك أشباح الخوف؟ كيف تحوّلت حياتك إلى عالم ضبابيّ رماديّ لا ألوان فيه؟
ولماذا تخاف الفقر والفشل والوحدة والمرض، وتعمل جاهداً كي تدفع عنك الهموم؟
تدرس بتركيز خطواتك، وتعتبر أن سبيل النجاح الوحيد هو سهرك في طلب العلم. تعمل
بدوامين كاملين لتجمع النقود بحذر، متوهماً أنّك بفضل تدبيرك لن تشعر بالعِوَز..
تداوم على العادات الصحية وتظن أنّك بفضل معلوماتك الطبيّة تحمي نفسك من الأمراض..
وفي حال حصل أيّ خلل في موازين حياتك، شعرت بالقلق! في حال عرفت أنّك ستخسر أحد
المقربين منك، تشعر بالألم، ولا تعرف كيف تتصرّف.. مهلاً! دعني أخبرك سرّاً، لعلّك
القبطان في مركب حياتك، تقود الدفّة بحذر وتقوم بالحسابات الدقيقة لتتقي العواصف
والعوائق، وكلّما وصلت إلى برّ الأمان احتفلت جذلاً بنفسك. ولكن، ماذا كنت لتفعل لو
هبّت عاصفة عاتية مزّقت أشرعة المركب؟ كيف ستتصرّف لو أغرقت المياه قمرة القيادة؟!
أعتقد أنّك في تلك اللحظة، ستترك دفّة القيادة بكلّ بساطة وترمي منظارك الذي لم
يتوقع هذا الإعصار وتسجد.. تدعو الله، ليرفع عنك هذه الغُمّة. ستُدرك حينها أنّك
ربّان في بحر أوجده الله، وأنّه بكلمة "كُنْ" هبّت العواصف واقتلعت كل أحلامك!
أنت اليوم قبطان حياتك على البرّ، وتفتخر بإنجازاتك وتعتقد أنك بتخطيطك استطعت أن
تتجاوز العوائق. ربما كان ذلك صحيحاً، ولكنّه جزءٌ من الحقيقة التي لن تكتمل، سوى
بيقينك أنّ الله هو الذي يوفّقك، هو الذي يبارك في مالك، ويمدّ في عمرك ويبعد عنك
الأمراض..
لا تشعر بالقلق، في حال واجهت أيّ معضلة في حياتك، وكُنْ على يقين من أنّ الله
سوف يسهّل الأمور، بطريقة لن تتخيّلها. دع أمورك إلى خالقك، ولا تشرّع للقلق باباً
إلى حياتك!