مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

شباب: هل تعلّمت الدرس الصحيح؟


ديما جمعة فوّاز


بين الأمس واليوم.. تجربة تصنع شخصيّتنا وتزيد إلى مخزوننا الحياتيّ إضافات فريدة.. وجميعنا، منذ نعومة أناملنا، نتعلّم "من كيسنا" ولا نزال نتعلّم وسنبقى.. حتّى توافينا المنية.

في صغرنا، تعلّمنا أنّ ألسنة النار تلسع، وأنّ الوقوع عن المرتفعات مؤذٍ. تعلَّمنا أنّ سهر الليالي أساس لطلب المُنى، وأنّ مفتاح النجاح الصبر والعزيمة.

لم تكن كلّ الدروس سهلة كالأحرف والحساب واختيار الملابس.. بعض الدروس علّم فينا قبل أن نتعلّمه.. وهي بالتحديد تلك التي استغرقت منّا أشهراً لنعرف تماما ما هي القيمة المضافة من تلك التجربة! تلك الأزمات هي التي أشعلت داخلنا روح التغيير والقوة.. وبين جلد الذات والغرق في الندم لا شكّ في أنّ الخروج بعِبرة كان دوماً الدرب الأنجع للتقدّم وعدم الوقوف..

ولكن المشكلة الحقيقية التي تواجهنا ليست تلك التجربة القاسية، بل نوعيّة الدرس المستفاد.. جميعنا نتعلّم من أخطائنا ولكن قلّة منّا من تتعلّم الدرس الصحيح!
- تجد بعضنا يختصر تجربة الصداقة الفاشلة بدرس مشوّه: لا تثق بأحد!
- بعضنا يتعلّم من خلال تجاربه أنّ الصدق والشفافيّة يجعلانك تخسر نفسك في معترك الحياة.. وبعضهم يجاهر بعد تعرّضه للأذى ممّن يدعي الإيمان أنّه لن يصاحب المؤمنين أو لن يثق برجال الدين.. بعضهم حين يعرف أن رئيس البلدية الذي انتخبه يسرق الفقراء يستنتج أن المسؤولين جميعهم منافقون، وأنّه ينبغي أن يكون مثلهم ليصير ذا شأن في المجتمع!

حسناً، أنت تدرس في الكتاب الخطأ! ربّما لم تنجح في تحليل ما مررت به بدقّة.. وربما تسرّعت في اعتباراتك فوقعت في الخطأ!
حين لسعتك النار تعلّمت أنّها تحرق ولكنك لم تُنكر أهميّتها في حياتك.. حين اجتهدت ولم تحصل على تقدير مميّز تعلّمت أن تبذل المزيد وليس أن تترك المدرسة!

إذاً، عليك أن لا تتفاخر بأنّك تتعلّم من تجاربك، ولكن أن تكون واثقاً من أنّك تخرج بالعِبرة الصحيحة التي تساهم في تقدّمك ولا تزيدك تراجعاً وضعفاً.

جميلة هي الحياة ودروسها مركّزة وشبه يوميّة، فلنسع إلى استنتاج العبرة الدقيقة حتّى لا تكون خسارتنا مضاعفة.. فلا بأس إن راجعت حساباتك لتعرف.. هل تعلمت الدرس الصحيح؟

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع