صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

شباب: مشكلتي: يقلقنـــي رأيهم


ديما جمعة فوّاز

السلام عليكم
اسمي رباب، عمري 19 عاماً، فتاة وحيدة بين ثلاثة إخوة. مشكلتي أنّني أهتمّ كثيراً لآراء الناس ولا يرتاح بالي إذا علمت أنّ هناك شخصاً لا يحبني أو يفكّر فيّ بطريقة سيئة. أحزن إذا أساء الآخرون الظنّ بي وأريد دوماً أن أكون محبوبة بين الرفاق والعائلة. وسعيي لأن أنال رضى الجميع يجعل واقع حياتي صعباً. فأنا لا أعرف كيف أدافع عن نفسي وأحمي خصوصيّتي، ودوماً أحلّل كيف ستكون نظرة الآخر إليّ في حال رفضت له طلباً. يمكن لكلمة تُنقل لي عن رأي أحد الرفاق فيها قلّة تقدير لشخصي أن تجعلني أقلق طوال الليل ولا أتمكّن من النوم!

منذ فترة توتّرت علاقتي بابنة الجيران، وحاولت جاهدة أن أسترضيها ورجوتها أن تسامحني، ولكنّها ظلّت تردّد أمام الجميع أنني أدّعي اللطف وأخفي حقيقتي الشرّيرة! ناقشتها كثيراً في أسباب ظنونها السلبيّة تجاهي، فلم أفهم سبب كرهها لي وعدم رغبتها في محادثتي...

ماذا أفعل في رغبتي المستمرة لأكون الفتاة المثاليّة المحبوبة؟ ولماذا لا أنجح في أن أنال رضى الجميع، بينما أتصرّف باحترام ورقيّ مع مَن حولي؟

الصديقة رباب، شكراً لثقتك بنا، ونودّ أن نقدّم لك مجموعة خطوات نتمنّى أن تساعدك في تخطّي مشكلتك:

أولاً: عليكِ أن تدركي أنّ رضى الناس غاية لا تُدرك، وبالتالي لن تتمكّني يوما مهما كنتِ لطيفة أن تحصلي على حبّ الجميع. وبناءً عليه، لا تسعَيْ للحصول على رضى المخلوق، وحاولي جهدك أن تنالي رضى الخالق، وهو كفيل بردّ ألْسنة السوء عنك.

وليكن تصرّفك بشكل دائم مرتكزاً على تكليفك الشرعيّ: إذا كان تكليفك يقتضي أن تصمتي.. فليكن! وإذا كان تكليفك يقتضي أن تدافعي عن نفسك على قاعدة أنّ الله يحب المؤمن القويّ.. فليكن! حين يصير هدفك رضى الله فهو سوف يرفعك بين الناس ويجعلك محبوبة، ولن تقفي يوم القيامة عند الحساب ليقال لك: خذي أجرك ممن كان عملك لهم.. فيضيع الأجر والثواب وتكونين من الخاسرين!

ثانياً: عليك أن تطوّري ثقتك بنفسك، وحينها لن تستطيع الكلمات القاسية أن تجرحك؛ لأنّك ستعرفين أنّها مجرد آراء وليست حكماً عليكِ. وتقديرك لذاتك لا يعني أن لا تعتذري لمن أسأتِ لهم، ولكنّه أيضاً يحتّم عليك أن لا تتذلّلي لنيل استلطافهم!

راجعي حساباتك كلّ ليلة؛ فإذا كنتِ قد أدّيتِ واجباتكِ الدينيّة ولم تخطئي في حقّ أحد، فلا تكترثي لمن يُكثر الكلام عنك ونامي يا عزيزتي.. نامي بهدوء قريرة العين.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع