(قصيدة موزونة على عدّة بحور)
محمد نايف
* البحر المتقارَب
كطير ٍ كسيرٍ أتيتُ العراق |
بحبٍّ غزيرٍ كغيثِ السماءِ |
بيوم الغدير الأغرِّ انتظرتُ |
سماعاً لمدحٍ بلونِ العزاءِ |
فذا الفخر في مدح حيدر يزيدُ |
الموالي من العشقِ عشقاً ولائي |
عصورٌ مضت في فراق حيدرٍ |
تبرّر لي اليومَ سرّ العزاءِ |
* البحر الكامل
وأتيتُ يا بيت الإلهِ والقلبُ حا |
ئرٌ ما جرى لجدارِ متنك فانصدَع |
فأجاب من ركن المقام حجرٌ زكيّ |
قائلٌ: هنا طافت أُمٌ تشكو الوجع |
قالت: ربّيَ الوهْن دائي والمخا |
ضُ حيائي وإليك أشكو من فزع |
قال الإله: بُشراك يا أمَّ العَليّ |
هُزّي إليك بركنها دون الجذع |
فينشقُّ بابٌ في جدار البيت منه |
العطرُ يهفو، ذا لغيركِ ما انصدَع |
قومي إليه وادخلي وَضَعي وليـ |
ـداً طاهراً هو ذا عَليٌّ في الورع |
وسيبقى حائطُ بيتيَ متصادعاً |
ذكرى لمولدِ أوّل رجلٍ قد ركع |
* البحر الوافر
مفاضلةٌ جرَتْ أسرَتْ جفوني |
ما بين شمسٍ والقمر باها |
إذا قالت: الشمس اعلموا بأنّي |
أضأتُ على مرِّ الزمان جاها |
النور مني والضياءُ كان |
لكلِّ مجرّتي فهنت ثراها |
زها القمرُ البهيّ وقال: إنّي |
هديتُ ظلاماً رام من مَشاها |
وما لها فضلاً بالضيا لأنّه |
مَنْ مِنْهُ نوري بالضيا سقاها |
سبحان ربِّ الكونِ من بعدلٍ |
أعطانيَ نوراً من ضُحى ضِياها |
فغرّد صوت السماء قائلْ |
اليوم جئت أحكمُ بالنزاهة |
قف أيُّها القمرُ العزيزُ ما نلتَ |
مِنْ شرفٍ من ربّها أتاها |
كفى شرفاً نالته من عليٍّ |
لأجله عادتْ حين دعاها |
* بحر الهزج
أيا ربّ الحِجا أَنبىء |
عن الأقدار ما فيها |
عن الآيات في الذكر |
وما كانت معانيها |
سَما في هل أتى نجمُ |
وللإنسان وافيها |
وفي نجران من نفسٌ |
لبدر الدين راويها |
فهل حدّثتَ عن نفسٍ |
دُنى الإنسان تحويها |
أمِ الأملاكُ قد جاءت |
تباهل باسم باريها |
أجاب الله يا عبدي |
مجاز الشعر يرويها |
بَعثتُ المصطفى نوراً |
إلى أرضٍ ليهديها |
حَوَى عزماً حوى طُهراً |
حَوَى عِلماً بماضيها |
نسجتُ النور من طُهره |
هي الزهراء أُهديها |
لكي تسمو كما بدرٍ |
مضيءٍ في دياجيها |
فمَنْ ذا يحمل العلم |
وللزهرا يُجاريها |
وما في الكون من كفئٍ |
سوى حيدر يلاقيها |
* بحر الرجز المشطور
يا داحيَ الباب امدُد يدا |
إنّي شربتُ الحبَّ منذ المولدا |
من والدٍ والَى عليّاً في المدى |
أمّي سقتني حبَّكم في الأورِدَة |
قلت اسمكم بدءاً كطيرٍ غرّدا |
شاهدتُ في محرابكم نورَ الهدى |
ناغيتُ في أطيافكم معنى الفدى |
النجم كنتم في السبيل المُرشِدا |
أقسمتُ بالرب العليّْ لن أعبدا |
ربّاً سوى مَن أولى فينا أحمدا |
المصطفى نورٌ أضاءَ الفَرقدا |
مِن بعده أنت الوليُّ المُقتدى |
أمطِر علينا غيثَكم دون الندى |
عِشقي لكم يوم القيامِ المنجِدا |
* بحر السريع الصحيح
مزدانةُ شمس البطولات بل |
باهت بليثٍ اسمه حيدره |
تروي حكاية مجدٍ عبر الزمن |
عنوانها حصنُ الوغى خيبرا |
والبابُ فيها صارَ رمزاً علا |
دوناً على أبوابنا سائرا |
ما كانتِ الأسبابُ في فَخره |
هل كان مصقولاً كما الجوهرة |
جاء الجواب الأوفى يروي ظماً |
قد حازَ فخراً مِن عليِّ الورى |
إذ شاله فرداً، رمى متنَه |
للجُند جسراً قد غدا معبرا |
قد جاءه دون الردى قائلٌ |
أسمتْني أمّي في الوغى حيدره |