مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

شعر : ساح الفداء(*)

الشيخ فادي سعد

 

فدتكِ الجراح بما ترسمُ‏

 وأنتِ لآلامها البلسمُ‏

فدتكِ ولوحٌ من التضحيات‏

 يُخطُّ به مجدك الأعظمُ

بأجمل ما صوّر المبدعون

 وأكملَ ما أجزل المنعمُ

وأرقى الذي فاق وصف الخيال

 وحيث انطوى العالم الأقدمُ

أيا قدس يا كعبةً للسماء

 بكِ اطّوّف الروحُ يستعلمُ

فإذ بالفداء بساح الإباء

 وفوق البراق لكِ التوأمُ

فلسطين هبّت ليوث العرين

 إلى ما جنى في الملا معرمُ

تصدّ بمقلاعها جحفلاً

وشارون في وكره يُرجمُ

إلى أن رأى في ربى يعربٍ‏

 صهاينةً أخرجوا منهمُ

عسى أن يعيد النفوس الضعاف

 شتاتاً على أرضهم قُسِّموا

فيا بئس ما صرّف الأرذلون

 وهانوا كما صُرِّف الدرهمُ

أيا قدس إن كان هذا الخنوع‏

فما كان منكِ ولستِ همُ

همُ التائهون همُ الواهمون

همُ الواجمون همُ النّومُ

وأنتِ الجلال وأنت الجمال‏

 وأنتِ النضال وأنتِ الدمُ

وأنتِ الضياء وأنتِ البهاء

 تزين العلى والعلى أنجمُ

فدتك الجراح إذا ما الصباحُ‏

 جناح الأمين بهِ عندمُ

فلسطين هذا الوتين إليكِ‏

 وهذا الحنين لقلبي فمُ‏

وأي فم عند تلك الدماء

 ووهج الفداء فمٌ أبكمُ

وأي خطاب عقيب الخطوب

 وحيث الضحايا صدى مبهمُ

وقد أشرقت فوقهم فاطمٌ‏

 إلى الغار حيث ثوت مريمُ

يقيمون وسط الوغى محفلاً

 وليس يقام لهم مأتم

سألثم جرحاً براه الرصاص

 كما الطفل في ثغره يُلثمُ

وحيث بدت خلف ركن الجدار

 طيورٌ بمصرعه حوّمُ

وما يدّلي من غصون الجنان

 إلى روضة زانها برعمُ

سقته السماء معين البقاء

 وفاضت إلى جنبه زمزمُ

عليه تنزَّلُ عمرَ الدهور

 ملائكة الغيب تستنعمُ

وصاغ له المجد صكّ الخلاص

 فلا مندمٌ فيهِ أو مأثم

بلوغاً لما لم يكن مبرماً

 وردّاً لكل الذي أبرموا

ينبّيكِ عنه فعال الغزاة

وما أخّروه وما قدّموا

وليس العجاب بأن يجرموا

وإنّ العجاب بأن يرحموا

فدتكِ الجراح وليس النياح

 يصون الحدود إذا أقحموا

فدتكِ الجراح وهذا السلاح

 يردّ عن الظلم من يظلمُ

وكيف يُذال كرام الرجال

 إذا ما طغى اللدّ أو دمدموا

فمذ أحجم العرب هم أقدموا

ونهج الحسين لهم مُلهمُ

بأن الكرامة ليست تُباع

 وليست تضاع ولا تُرغمُ

لئن تغلبي زانهم مغنمُ‏

وإن تُغلبي شانهم مغرمُ

تناهوا فما رنّ دينارهم

 ليوسمهم بالجدا ميسمُ

ولا أضرمت في الوغى نارهم‏

 وإن محّصوا بالبلا يسأموا

وقد اطعموك الوعود الطوال‏

 وباتوا بما فزتِ لم يحلموا

فيا أمة العرب طال القعود

 وهذي الظلامات تستفهمُ

وأين العهود وقد خطّها

 كفوراً بمن عدَّها الرقم

إلى أن بكى رهطها المهطعون‏

 ومذ ضيّع الحقّ مستسلمُ

لينعى الضمير وأين الضمير

 أما ضمّه قبره المظلمُ

فدتكِ الجراح إلى مصرعٍ‏

 هو الشَّهد عندي لا العلقمُ

فدتكِ الجراح وشرع الكفاح

 يطلّ به المعتدي يُلجَمُ

فلسطين لبّاكِ هذا الدمُ‏

 وحيّاك من ساحه ضيغمُ

هو النصر آتٍ بنصر الإله(1)

 ليزهر منْ زرعه موسمُ

وتبقى لكِ القدس آي الفخار

 على بابها المصطفى يبسِمُ‏


(*) نظمت أثناء انعقاد القمة العربية في بيروت في 27 3 2002.
(1) المقصود هو سيد المقاومة السيد حسن نصر اللَّه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع