على مشارف النهاية لشهر الله المبارك شهر الضيافة الربَّانية لا بد لضيف الله أن يراجع نفسه سريعاً. هل كان لائقاً بهذه الضيافة؟ هل اغتنم فرصة الشهر الكريم؟ أم خالف آداب الضيافة وضيَّع الفرصة المهمة ليكون والعياذ بالله ممن قال فيه نبي الإسلام صلى الله عليه وآله "إن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر".
على كلٍّ بقيت الفرصة الأخيرة في الأيام الباقية فلنرفع أيدينا لندعو: "اللهم وهذه أيام شهر رمضان قد انقضت ولياليه قد تصرَّمت، وقد صرتُ يا إلهي منه إلى ما أنت أعلم به مني... أعوذ بوجهك الكريم وبجلالك العظيم أن تنقضي أيام شهر رمضان ولياليه، ولك قبلي تبعة أو ذنب تؤاخذني به، أو خطيئة تريد أن تقتصَّها مني لم تغفرها لي. سيدي سيدي سيدي، أسألك يا لا إله إلا أنت إذ لا إله إلا أنت، إن كنت رضيت عني في هذا الشهر فازدد عني رضا. وإن لم تكن رضيت عني فمن الآن فارضَ عني يا أرحم الراحمين".
برحمة الله وفضله ما زالت الفرصة مؤاتية وباب الضيافة مفتوحاً فكم من الأشقياء انقلبوا في آخر أمرهم إلى عبَّاد بل شهداء فلننقلب كما انقلب الحُرّ لنعيش الحرية التي عاشها ولنفهم معنى العبودية التي حوَّلت "بشر" إلى حافٍ لنعيشها كما أرادها الإمام الكاظم عليه السلام ولنستمع إلى تلك الآية التي حوَّلت المجرم إلى ذلك الزاهد. ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾. وأخيراً فلنتذكر كلمة إمام الأمة الراحل الخميني قدس سره: "إذا انقضى شهر رمضان ولم تجدوا أي تغيير في سلوككم فاعلموا إنكم لم تقوموا بالصوم المطلوب".
والحمد لله رب العالمين