ماجدة الحاج
جاء في الحديث الشريف: "إني لا أخاف على أمتي الفقر ولكني أخاف قلة التدبير". التدبير فن من المهم إتقانه، فالمرأة كربَّة منزل تمثِّل رئاسة الوزراء وبيدها كل الحقائب الوزارية، وإدارة المصروف المنزلي أمر يحتاج إلى التخطيط والتنظيم وحسن الإدارة: "اللَّه اللَّه في نظم أمركم".
ومن القواعد المفيدة في هذا المجال:
1- وضع ميزانية واضحة للمدخول والمصروف، تراعي التوازن بين الاثنين، ومن المهم أن لا يزيد المصروف على المدخول، وإذا كان المدخول محدداً كما لو كان راتباً شهرياً معيناً، فعلينا أن نضع المصروف السنوي والشهري بما يتناسب مع هذا المبلغ، وفي المثل الشعبي "على قدر بساطك مد رجليك".
2- تحديد الحاجيات الضرورية: في أول كل شهر ومع قبض الراتب الشهري من الضروري تحديد الحاجيات الضرورية للمنزل والأسرة وتسجيلها على لائحة خاصة لشرائها.
3- اعتماد شراء الأغراض بشكل شهري من التعاونية، لأن ذلك يوفر استهلاك الوقت والمال، والابتعاد قدر المستطاع عن الشراء اليومي للحاجيات المنزلية (السكر، الأرز، الزيت...).
4- الابتعاد عن شراء الكماليات والاقتصار على الاحتياجات، في حال كانت الميزانية لا تسمح بذلك.
5- اعتماد تقسيم المبلغ المتبقي بعد شراء التموين الشهري والضروريات على الأسابيع الأربعة فمثلاً إذا كان ما تبقى 400 ألف ليرة، عندها نحدد 100 ألف لكل أسبوع ولا ينبغي أن نصرف أكثر من ذلك في الأسبوع حتى نضمن أن الراتب سيكفينا حتى آخر أيام الشهر ولن نلجأ إلى الاستدانة أو العوز أو الطلب إلى الغير.
6- تخصيص مبلغ للطوارئ، نحتفظ به جانباً ولا نستخدمه إلا للأوقات الحرجة.
7- وضع لائحة بالأطعمة، لكل أيام الأسبوع، فهذا يساعد:
أولاً: على تنظيم أعمالك.
وثانياً: على توزيع الأطعمة بشكل متوازن غذائياً ومالياً، فلا يمكن إعداد طعاماً مكلفاً أو غير متنوع غذائياً كل أيام الأسبوع. ومن المهم أن تكون اللائحة تتناسب مع المبلغ المخصص للأسبوع، وفي هذا المجال يجب على ربة المنزل الانتباه إلى أمور:
أ- إعداد كمية الطعام ما يكفي لحاجة العائلة، حتى لا تضطر إلى إتلاف المأكولات.
ب- تعويد أفراد الأسرة على أن يضعوا في صحونهم ما يستطيعون تناوله، أيضاً حتى لا يفسد الطعام ويذهب إلى سلة المهملات.
ج - عدم تحضير طعام جديد إذا كان الموجود يكفي، لأنه من الطبيعي أن يأكل الأولاد خاصة الطعام الجديد وسيبقى الطعام القديم وقد يتلف ويفسد.
د - الحرص على تخصيص الطعام في يوم الجمعة لأنه يوم عيد للمسلمين، وجعله مميزاً بنوعية الطعام الذي يحبه أغلب أفراد الأسرة، ومن المناسب إعداد الحلوى، وكذلك في المناسبات الإسلامية.
8 - لاستقبال الضيوف: يجب تحضير ما يناسب الوضع المالي الشخصي، لا ما يناسب وضع الضيف المالي، لأن إكرام الضيف هو في حسن الاستقبال واللياقة الاجتماعية، وإكرامه لا يعني إرهاق المضيف اقتصادياً.
9- عدم إرهاق النفس بالهدايا، إن العلاقات الاجتماعية مهمة، والتهادي في المناسبات أمر يعزز الروابط الأخوية والاجتماعية، لكن شرائها يجب أن يكون ضمن الإمكانيات لأن المحبة لا تقاس بسعر الهدية.
10- شراء ما تحتاجه العائلة من ملابس في أوقات التنزيلات، والمحافظة عليها للمناسبات والأعياد لأن الأسعار ترتفع في الأعياد بسبب الزيادة في الطلب عليها.
11- عند الخروج للتسوق يجب على المرأة أن تحمل من المال ما تحتاجه لما تنوي شراءه، حتى لا تقع ضحية واجهات المحلات الملفتة في الأسواق.
12- عدم إطالة المكوث في الأسواق مع العلم أن ذلك من المكروهات، لأن ذلك سيخلق رغبة ملحة بالشراء قد تضعف المرأة أمامها.
13- عدم التسرع في الشراء وأخذ الوقت في التفكير في نفس الغرض وفي الحاجة إليه.
14- تنظيم مصروف الأولاد وعدم الخضوع لرغباتهم المتزايدة في الشراء، وتعويدهم على القناعة بما هو متوفر لديهم.
15- الانتباه للمصاريف التي لا تدفع فاتورتها بشكل مباشر وفوري مثل خط الهاتف، والكهرباء، والماء، والمدرسة وتقنين الاستخدام لهذه الموارد.
16- عدم رمي الأشياء التي لها وجه استخدام آخر، والتي قد تحتاج إلى تعديل بسيط.
17- الابتعاد عن الإسراف والتبذير في الحياة وقد تكون الأهمَّ، لأن اللَّه لا يحب المسرفين والمبذرين، وأنهم إخوان الشياطين.
إذا عاشت المرأة التنظيم والقناعة ستكتفي، ولن تضطر للسؤال أو الاستدانة التي تسبب أحياناً الإهانة والمذلة، وستعود أطفالها على سياسة التدبير والاقتصاد وحسن الإدارة، وهذه قيمة إنسانية مهمة ستساعدهم في حياتهم. وعليها أن تتذكر أنها ستُسأل يوم القيامة عما قدمته في هذه الحياة الدنيا، وعليها أن تتزود وتزرع لآخرتها من خلال حسن إدارتها.