مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

في رحاب بقية اللَّه‏: طوفان نوح في زمن المهدي عجل الله فرجه



هناك، في بلاد ما بين النهرين، وقبل أن يطوفا معاً أو أحدهما، حطّ نوحٌ عليه السلام ببركات من اللَّه تعالى على الأرض التي شهدت ولادة أولى الحضارات وبناء أولى المجتمعات الإنسانية، هناك حلّ نوحٌ عليه السلام كنبي لباكورة الأمم يدعو إلى اللَّه مبشراً ونذيراً، وخلال ما يقرب من ألف عام صدع بالحق داعياً أمته إلى التوحيد والعبودية للَّه وإلى الحق والعدل والصراط القويم، وكانت النتيجة التي صرّح بها القرآن الكريم هي الاستكبار والطغيان والكفر بآيات اللَّه والعصيان لنوح عليه السلام.

هذه النتيجة التي آلت بتلك الأمة إلى التدمير والهلاك عبر طوفانٍ أغرق الأرض ومن عليها، فإذا بالمجتمع الإنساني الأول الذي تكامل في البنية المادية لوجوده قد تسافل في مضمونه الإنساني الغيبي، ومع عدم التوازن حصل الاختلال ثم الانهيار ثم الدمار والهلاك في النهاية، وكي تستمر الحياة وتتواصل مسيرة البشر على الأرض كان لا بد أن يحمل نوحٌ عليه السلام معه وفي سفينة النجاة بعض الذرية إلا المعاندين كزوجه وابنه بالإضافة إلى أزواجٍ من الناس والنبات والحيوان ليتم التكاثر من جديد، وتشكيل مجتمعٍ إنساني حادث على أسسٍ أكثر ارتباطاً بالحق والحقانية، ويُقال بأن الطوفان ومكانه والأرض التي رست عليها سفينة نوح عليه السلام والجبل الجودي الذي توقفت عنده رحلة النجاة كلها كانت في العراق في المنطقة الممتدة بين الموصل والكوفة، هذه المنطقة التي شهدت أحداثاً هامة من تاريخ البشرية وبعضها في أواسط التاريخ أو نهاياته كتلك التي حصلت مع الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وذريته من بعده.

ولعلّ لهذه المنطقة أهميتها أيضاً في أحداث آخر الزمان، أي أن للعراق دوره في بداية التاريخ، وفي أواسطه، وكذلك في نهايته، فمع اقتراب الحياة على الأرض من نهايتها، فإنّ سدل الستار سيكون من هناك من العراق، ولكننا في تلك اللحظة لن نقدر أن نختصر التجربة بأمة كفرت فأهلكها الطوفان، ففي الزمان المنتظر، اجتماع لأمم وحضارات وتيارات بشرية وفكرية عديدة ومتفاوتة، وهي سوف تتلاقى أو تتناصر أو تتنافس عند حدود العراق، أو في داخله، أو على مقدراته، ليحصل الطوفان من جديد لكن من نوعٍ آخر، أنه الطوفان الذي تتشظَّى فيه المياه والسفن والجبال، ليبقى المجال في النهاية متاحاً لبناء الحق وديمومته، إلى حين حلول الزمن الذي يستدعي حضور الحقاني من أهل بيت محمد عليهم السلام ليقود السفينة في الموج العظيم، ويمسك بقياد الحق السابح في مياه متلاطمة وسفينة مضطربة وحول جبال متزلزلة فتستقر السفينة وتهدأ الجبال ويذهب الزبد جفاء وترسوا السفينة عند شاطئ‏ كربلاء في العراق حيث استشهد الإمام الحسين عليه السلام لينصر الحق، وحيث سيقف الإمام المهدي عجل الله فرجه يرفع راية الحق الذي نصره الحسين عليه السلام بدمائه وبكل ما أوتي وذلك في رحلة إقامة هذا الحق وإظهاره على هذه الأرض ليحكم العالم انطلاقاً من كربلاء العراق وعوداً إلى الكوفة العاصمة في العراق.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع