تَهَيَّبْتُ لَمَّا جِئْتُ بَابَكَ أَطْرِقُ |
تَلَعْثَمْتُ حَتَّى صِرْتُ بِالكَادِ أَنْطِقُ |
قِوَامِيَ أَضْحَى في اضْطِرَابٍ وَرَجْفَةٍ |
وَصَدْرِيَ طَوْراً يَسْتَكِينُ وَيَشْهَقُ |
يُتَعْتِعُنِي خَوْفٌ فَأَرنْوُ لِعَوْدَةٍ |
وَلَكِنَّني أَمْضي وَقَلْبِيَ يَخْفُقُ |
إِمَامِي أَميرُ المُؤْمِنِينَ بِعَدْلِهِ |
أَقَرَّ عَدُوٌ وَاسْتَنَارَ مُدَقِّقُ |
بِحُبِّكَ أَرْجُو العَفْو والصَّفْحَ دَائِماً |
لَعَلِّيَ فِيمَا أَرْتَجِيهِ أُوَفَّقُ |
أَتَيْتُكَ في شَهْرِ الصِّيَامِ مُنَاجياً |
وَلِي كَبِدٌ مِنْ حُزْنِهَا تَتَمَزَّقُ |
أُنَاجِيكَ فِي شَهْرِ الصِّيامِ وَحَوْلَنَا |
وُحُوشٌ تُرِيدُ الفَتْكَ فِينَا تُحَدِّقُ |
وَيَدْفَعُنِي التَّارِيخُ نَحْوَكَ عَائداً |
لِعَوْدَتِهِ لَوْ يَعْلَمِ الخَلْقُ رَوْنَقُ |
فَيَمَّمْتُ لِلْمْرَابِ وَجْهِيَ بَاكِياً |
وَقَدْ عَمَّتِ الظَلْماءُ وَالظُّلْمُ مُطْبِقُ |
لَقَدْ فَجَعَ الإِيمَانَ وَالحْقَّ كَافِرٌ |
فَفِي قَلْبِهِ حِقْدٌ يَثُورُ فَيَحْرِقُ |
أَتَى الوَغْدُ قَبْلَ الفَجْرِ يَحْمِلُ سُمَّهُ |
بِسَيْفٍ بَرَاهُ لِلأَذِيَّةِ يَسْبقُ |
وَلَمَّا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلاَتَهُ |
أَقَامَ أَتَى مِنْ خَلْفِهِ يَتَسَرَّقُ |
وَعَاجَلَهُ عِنْدَ الرُكُوعِ بِضَرْبَةٍ |
تُتَرْجِمُ أَحْقَاداً وَبالْغَدْرِ تَنْطِقُ |
لَقَدْ كَانَ فِي التَّارِيخِ لِلْكُفْرِ أَهْلُهُ |
وَوَغْدُ مُرَادٍ كُفْرُهُ لاَ يُصَدَّقُ |
ظَنَنَّا بِأَنَّ الحِقْدَ فِي الفَتْحِ قَدْ قَضَى |
وَزَالَ وَإِيمَانُ الجَمِيعِ مُصَدَّقُ |
وَلكِنَّمَا الحِقْدُ المُرِيعُ بِأَصْلِهِ |
دفِيَنٌ لِذَا قَدْ عَادَ في الغُصْنِ يُورِقُ |
فَعَادَ بِذِكْرَى الفَتْحِ فِي الوَغْدِ مُورقاً |
فَأَيُّ دِماءٍ ذَلكَ الوَغْدُ يَهْرِقُ |
عَلِيٌ فَتَى الإِسْلاَمِ فِي كُلِّ وَقْعَةٍ |
لَهُ ضَرْبَةٌ لِلْنَّصْرِ كَانَتْ تُحَقِّقُ |
وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ خَازِنُ عِلْمِهِ |
فَرَايَاتُهُ بِالعِلْمِ تَعْلُو وَتَخْفِقُ |
وَرَايَاتُهُ بِالْحَقِّ وَالْعَدْلِ وَالتُّقَى |
شُمُوسٌ عَلَى الدُّنْيَا مَدَى العُمْرِ تُشْرِقُ |
فَمَنْ قَالَ قَدْ مَاتَ الوَصِيُّ أَلوُمهُ |
بَلَى هُوَ حَيٌّ مَنْ يُحَاكِيهِ يَنْطُقُ |
يَلَبِّي نِدَاءَ المُسْتَغِيثِ بِبَابِهِ |
فَلاَ البَيْتُ مَهْجُورٌ وَلاَ البَّابُ مُغْلَقُ |
نعيمة شكر