ايفا علوية ناصر الدين
كانت تشعر بخشوع جنينها في أحشائها وهي تطوف حول الكعبة متوجهة بكل كيانها إلى اللَّه حين أحسّت بحلول موعد الولادة، وما كادت ترفع برأسها نحو السماء داعية بتسهيل أمرها حتى انشق جدار الكعبة أمام عينيها فسارعت بالدخول وقلبها يلهج بذكر اللَّه وتناجيه بالتيسير...
خرجت فاطمة بنت أسد من بيت اللَّه وهي تحمل طفلها إلى الناس، تحكي لهم قصتها وهي تتلمس في يده حرارة تنبض عنفواناً وشجاعة وخيراً وعبادة...
هي أنها يد علي... اليد التي لطالما كفكفت دموع اليتامى ومسحت على رؤوسهم بالعطف والحنان... وهي اليد التي شدّت عليها يد رسول اللَّه يوم المؤاخاة وعانقتها يوم الولاية... وهي اليد التي قلعت باب خيبر وعادلت ضربتها بالسيف عمل الثقلين يوم الخندق... وهي اليد التي حملت راية الإسلام عالياً وكتبت مجده في التاريخ بحروف من نور... إنها يد علي عليه السلام التي ما زالت تحلّق في سمائنا منارة حق تنير درب المهتدين.