فانتفض الجرح وشّع الكون ضيَاء
غضب تفجَّر ثائراً على الأوغاد
لما رأى الأطفال تقتل بالعراء
من غضبها ثارت الحجارة
وقالت: لنمزِّق هذا العدو أشلاَء
مالي أراكِ تسكبين الدمع
شاكيةً متوعدة تجهشين بالبكَاء
لو أن دمع العين يُرجِعُ قدسنا
لَنَزفتِ العيون بدل الدمع الدمَاء
القدس عطشى لدموع الحرية
لقد طال الوعد فمتى يكون اللّقَاء
حذاري أيها العدو من صحوة
فتيةٍ ونيران غضبٍ ودعَاء
واللَّه سأدفن صفحة عذاباتي
وما أكابد من عذابٍ وعنَاء
أيا أمّة عصفت بها رياح
الصمت وطوت دورها البتّاء
من قال أن فلسطين قضت
برحيل الكواسر الأبرار الشهدَاء
لقد كوت قلب عدوٍ إنهار
وستبقى مدى التاريخ العقبة الكأداء
كالشوكة المغروسة في قلوبهم
مزّقت كيانهم وأصيبوا بالبلاَء
عفواً زهرة المدائن فكل جرحٍ
صُبغ هذا الزمن رمزاً للبقَاء
كوثر حسين منسّى