الشيخ علي طه
إنَّ العودة إلى النصوص التوراتية التي هي توراة محرفة ومكتوبة على يد عزرا بعد وفاة النبي موسى عليه السلام بمدة طويلة باعتراف التوراة، والتلمودية التي هي نصوص كتبها الحاخامات اليهود، تفضح الممارسات الصهيونية بحق الآخرين من البشر (الأجانب، أو الغرباء) حسب تعبيراتهم، وتبيِّن أن ما تنفِّذه الدولة اليهودية الصهيونية، ما هو إلا من وحي التعاليم التوراتية والتلمودية، وهاكم مجموعة من الأمثلة والنماذج المستمدة من النصوص المذكورة مطبَّقة على الواقع الحي على الأرض، والناس. وهذه بعض هذه النصوص التي تمثل الخلفيات التوراتية والتلمودية للإرهاب الإسرائيلي.
* الخلفية التوراتية لاحتلال الأراضي العربية:
جاء في سفر أشعيا: "بقيت أرض للإمتلاك كثيرة جداً، كل بقاع الفلسطينيين، وكل أرض الكنعانيين، إلى تخوم الأموريين، وأرض الجبليين، وجميع لبنان، جهة مشرق الشمس، من بَعَل جاد حتى جبل حرمون إلى مدخل حماه، كل سكان الجبل من لبنان إلى مياه مِشرفوت، كل الصيدونيين سأطردهم من وجه بني إسرائيل، وكل جبل حرمون وكل باشان (جولان) إلى سلكة..."(1).
* الحقد الصهيوني على المسيحيين والمسلمين
اليهود الصهاينة حاقدون على المسيحيين والمسلمين معاً: جاء في التلمود: "أهل الغرلة (الذين لم يختنوا من المسيحيين) وثنيون... وأناس بدون إيمان، لا ذمة لهم ولا ذمام، وأهل الختان من الإسلام لا يشذون عن هذه القاعدة منهم، ليسوا أخياراً... وكما أنَّ الإنسان يعلو البهيمة كذلك اليهود هم أرفع من شعوب الأرض لأن نطفة الغرباء كنطفة الحصان...".
* خلفية السياسة الإسرائيلية
من الواضح أنَّ السياسة الإسرائيلية، والحروب الإسرائيلية لها دائماً خلفية توراتية تلمودية، وهذا تجلى في موقف نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق) من الجولان. ففي الحديث الذي نشرته صحيفة "لوفيغارو" الباريسية قال نتنياهو "هضبة الجولان ليست قطعاً موضوع تفاوض، يجب الاحتفاظ بالجولان لأسباب إستراتيجية، وتاريخية، واقتصادية"(2). ولقد شنَّ الحاخام "مردخاي إلياهو"، الحاخام الكبير لإسرائيل سابقاً، وأحد القادة الروحيين للمفدال، حملة شعواء ضد إخلاء المستوطنات، وقد قال، في الدرس الأسبوعي الذي قدَّمه يوم الاثنين في 4 6 2001م، في كنيس في حي كريات موشي في القدس: "نحن شعب واحد، ومن يريد اليوم المستوطنات سيطالب غداً بالخليل، ويافا وحيفا، وصفد، ودير ياسين (القصد هو هار نوف في القدس) وكوخاف يائير، وحتى القدس، من يقول إنَّ جزءً من أرض إسرائيل (فلسطين) يعود للعرب يكفر باللَّه الذي يقول: "لذريتك منحت هذه الأرض"(3).
* الصهاينة... وسرقة المياه
تذكر (التوراة) أن بني إسرائيل قد عاشوا فترة ذل على يد (المديانيين) لأنهم "عملوا الشر في عيني الرب"، فعاقبهم بسبب ذنوبهم، إلا أنَّ جدعون بن يوآش خلَّصهم من ظلم المديانيين، ليمارسوا هم ظلماً آخر، وسيطروا على المياه، وأخذوها إلى بيت بارة والأردن. تقول التوراة: "وعمل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب، فدفعهم الرب ليد مديان سبع سنين، فاعتزت يد مديان على إسرائيل. بسبب المديانيين عمل بنو إسرائيل لأنفسهم الكهوف التي في الجبال والمغاير (المغاور) والحصون"(4). ويقول النص: "فأرسل جدعون رسلاً إلى كل جبل أفرايم قائلاً انزلوا للقاء المديانيين، وخذوا منهم المياه إلى بيت بارة والأردن، فاجتمع كل رجال أفرايم وأخذوا المياه إلى بيت بارة والأردن"(5). لذلك فإن الصهاينة عندما يمدون أيديهم لسرقة المياه، فإن تاريخهم وتقاليدهم وتعاليمهم، تشكل غطاء لمثل هذه الممارسات اللامشروعة، بالتأكيد...
* المجازر البشرية والإرهاب
يقول "الرب" لهم: "في ذلك اليوم أجعل أمراء يهوذا كمصباح نار بين الحطب وكمشعل نار بين الحِزَم فيأكلون كل الشعوب حولهم عن اليمين وعن اليسار فتثبت أورشليم في مكانها بأورشليم"(6). "ويكون في ذلك اليوم أني التمس هلاك كل الأمم الآتين على أورشليم"(7). "هو ذا شعب يقوم كلبوة ويرتفع كأسد. لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلى"(8). فالمجازر التي ارتكبها الصهاينة في فلسطين المحتلة ولبنان ومصر وسوريا والأردن، تجعل سجل هؤلاء العنصريين العتاة، مثقلاً بالجرائم والدماء... كما تصفهم توراتهم المزعومة شعب... لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلى!! "وقتل فقح بن رمليا في يهوذا مئة وعشرين ألفاً في يوم واحد الجميع بنو باس. لأنهم تركوا الرب إله آبائهم"(9). "فخرج موسى وألعازار الكاهن وكل رؤساء الجماعة لاستقبالهم إلى خارج المحلة فسخط موسى على وكلاء الجيش ورؤساء الألوف ورؤساء المئات القادمين من جند الحرب وقال لهم موسى هل أبقيتم كل أنثى حيّة... فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة"(10).
* تملك الأرض وإثارة الحروب
"قد دفعت إلى يدك سيحون ملك حشبون الأموري وأرضه ابتدىء تملَّك وأثِر عليه حرباً، في هذا اليوم أَبتدىءَ أَجْعلَ خشيتَك وخوفَك أمام وجوه الشعوب تحت كل السماء الذين يسمعون خبرك يرتعدون ويجزعون أمامك"(11). "لأن للرب سخطاً على كل الأمم وحُمُوَّا على كل جيشهم قد حرّمهم دفعهم إلى الذبح فقتلاهم تطرح وجيفهم تصعد نتانتها وتسيل الجبال بدمائهم. لأن للرب يوم انتقام سنة جزاء من أجل دعوى صهيون"(12). العدوان على كل البشر وإبادة حتى الأطفال والنساء: "أعطى الملك اليهود في مدينة فمدينة أن يجتمعوا ويقفوا لأجل أنفسهم ويهلكوا ويقتلوا ويبيدوا قوة كل شعب وكورة تضادّهم حتى أطفال والنساء وأن يسلبوا غنيمتهم"(13). والعدوان ليس ضد البشر فقط بل يطال حتى الغنم والجمال والحمير والبقر: "وقال صموئيل لشاؤل... فالآن اذهب واضرب عماليق وحرِّم كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلاً وامرأة وطفلاً ورضيعاً بقراً وغنماً، جملاً وحماراً"(14).
* إحراق المدن والمساكن بالنار:
"وكلّم الرب موسى قائلاً انتقم نقمة لبني إسرائيل من المديانيين ثم تُضم إلى قومك، فتجنّدوا على مديان كما أمر الرب وقتلوا كل ذكر، وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار"(15).
* شرائع يهودية:
"وذلك يسير في عيني الرب فيدفع موآب إلى أيديكم فتضربون كل مدينة محصنة وكل مدينة مختارة وتقطعون كل شجرة طيّبة وتطمّون جميع عيون الماء. وتفسدون كل حقلة جيّدة بالحجارة"(16). وعن شق بطون الحوامل... من أعداء بني إسرائيل وتحطيم الأطفال: "حينئذ ضرب منحيم تفصح وكل ما بها وتخومها من ترصة لأنهم لم يفتحوا له ضربها وشق جميع حواملها"(17). "تُجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها، بالسيف يسقطون، تُحطَّم أطفالهم والحوامل تُشق"(18).
* تكسير العظام لقمع الانتفاضة المباركة تعاليم توراتية!!
تقول التوراة: "وعشرة آلاف أحياء سباهم بنو يهوذا وأتوا بهم إلى رأس سالع وطرحوهم عن رأس سالع فتكسروا أجمعون"(19). و"المقاومون... للعدو الصهيوني... مخرِّبون" تقول التوراة: "فخرج المخرِّبون من محلة الفلسطينيين في ثلاث فرق الفرقة الواحدة توجَّهت في طريق عفرة إلى أرض شومال"(20). وضع المغلوبين من الأعداء تحت مناشير ونوارج وفؤوس من حديد، وفي أتون (فرن) الآجر تنسبه التوراة (المحرَّفة) إلى النبي داود (ع): "فجمع داود كل الشعب وذهب إلى ربّه وحاربها وأخذها... وأخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وأمرَّهم في آتون الآجر وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون"(21).
* احتلال الأرض واغتصابها:
في أسفار التوراة المحرفة أن الرب كلّم موسى عليه السلام، كما يزعمون، قائلاً: "كلّم بني إسرائيل وقل لهم: إنّكم تعبرون الأردن إلى أرض كنعان، فتطردون كلَّ سكان الأرض من أمامكم، تملكون الأرض وتسكنون فيها، لأني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوها"(22). أرض إسرائيل من طرف البحر الكبير إلى نهر الفرات فوادي مصر: كما كلَّم الرّب موسى قائلاً: "أوص بني إسرائيل وقل لهم: إنكم داخلون إلى أرض كنعان، هذه هي الأرض التي تقع لكم نصيباً، تكون لكم من طرف البحر الكبير إلى نهر الفرات فوادي مصر"(23). وفي سفر التثنية: "كل مكان تدوسه بطون أقدامكم يكون ملكاً لكم، من نهر الفرات إلى البحر الغربي يكون تخومكم، تخربون جميع الأماكن، وتمحون اسمهم من ذلك المكان"(24). الشعوب كلها عبيد عند الإسرائيليين، أبد الدهر: في سفر اللاويين قال الرب لموسى: "أما عبيدك الذين يكونون لك، فمن الشعوب الذين حولكم، منهم تقتنون عبيداً وإماءً... وأما أبناؤهم الذين يلدونهم فيكونون ملكاً لكم، وتستملكونهم لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك، وتستعبدونهم أبد الدهر"(25).
(1) سفر يشوع: فصل 13، عدد 1، حتى 13 تثنية الاشتراع. فصل 20، عدد 16 17، فصل 7، عدد 2.
(2) لوفيغارو، 18 كانون الثاني 1997.
(3) يديعوت 7 6 2001م.
(4) سفر القضاة، 6: 1 6.
(5) سفرالقصاة، 7: 24 25
(6) سفر زكريا، 12: 6.
(7) سفر زكريا، 12: 9.
(8) سفر العدد، 23: 24.
(9) سفر الخروج، 28: 6.
(10) سفر العدد، 31: 13 18.
(11) سفر التثنية، 24: 25.
(12) سفر اشعياء، 34: 1 8.
(13) سفر صموئيل، 15: 1 3.
(14) سفر استير: 10 3.
(15) سفر العدد، 31: 1 12
(16) سفر الملوك، 3: 14 19.
(17) سفر الملوك، 15: 13 16.
(18) سفر يوشع، 13 16.
(19) سفر الأيام، 25: 11 12.
(20) سفر صموئيل، 13: 17.
(21) سفر صموئيل، 13: 17.
(22) سفر العدد الاصحاح 33، ص209.
(23) سفر العدد الاصحاح 34، ص210 214.
(24) سفر التثنية الاصحاح 11، ص229، والاصحاح 12، ص230.
(25) سفر اللاويين الاصحاح 25، ص154، (انظر الكتاب المقدس: العهد القديم والعهد الجديد) جمعيات الكتاب المقدس المتحدة، بيروت 1953م.