نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

الإمام القدوة: كرامات الإمام

مقتطفات من سيرة الإنسان العظيم الذي جسّد حياة الأولياء والصديقين

*يقول حجة الإسلام رحيميان: في موارد كثيرة كان الإمام بمناسبة وغير مناسبة يسأل عن أحوال الناس، بدءاً من الساكنين معه إلى غيرهم ويهتمّ بأمورهم وأوضاعهم، ومع الالتفات إلى تراكم الأعمال والمشاكل والمسؤوليات الصعبة التي عرضت له خاصّة في زمن الأزمات والضغوطات النفسية بالإضافة إلى ضعفه الجسدي، مع الالتفات لذلك يصبح الاهتمام بأمور الناس وضعاً غير متوقع وغير منتظر من قِبل الإمام خصوصاً إذا ما كان مورد الاهتمام شخصاً منسياً ومغفولاً عنه في المجتمع.

ومن باب النموذج: قبل فترة من رحيل الإمام وفي أحد الأيام استفسر عن أحوال إحدى الشخصيات العلمية في الحوزة العلمية في قم وقرّر الإمام أن يبعث إليه بمبلغ من المال.
وتقرّر أن أذهب أنا إلى قم لأقدّم له المبلغ ولكن شهر رمضان أخّر ذلك بسبب مشكلة قصد الإقامة هناك. ثمّ مرض الإمام بعدها واشتدّ مرضه فانتقل إلى المستشفى وبعد فترة وجيزة ارتفع إلى لقاء الله تعالى، وحتّى ذلك الوقت لم أكن قد وفقت لإيصال الأمانة.

وفي النهاية ذهبتُ إلى قم ولكن هذا العالم لم يكن موجوداً فيها وكذلك في المرّة الثانية والثالثة وأخيراً وجدته بعد عدّة أشهر فاتصلت به في بداية الأمر هاتفياً... وقلت له: "أنا فلان لدي أمانة لكم من الإمام"، ولكنّه ظنّ أنّه اشتبه في سماع ذلك والتفتّ فكررت القول مرّة أخرى: "إنّ معي أمانة لكم من الإمام وأطلب المعذرة منكم لأنّني تأخرت في إيصالها لكم"، ومع أنّ لسانه كان فصيحاً وطليقاً إلاّ أنّه أجاب متلعثماً: "من الإمام؟ الإمام...؟ أي أمانة...؟".. ثمّ لم يدع بكاؤه مجالاً للكلام.

اتفقنا على الذهاب إلى منزله، ولدى وصولي تبيّن لي أنّ هذا العالم لم يكن ليصدق أنّني جئت إليه من قِبل الإمام ولم يتوقّع أبداً أن تصل إلى يديه أمانة من بعد ثلاثة أشهر من رحيله، ولم يكن يعلم ما هي هذه الأمانة. فحلّ البكاء محل السؤال عن الأحوال. وعندما بدأت أشرح له طبيعة ما جرى، كان يبكي بكاءً شديداً حتّى أنّي أحسست أنّ هذا البكاء غير عادي ولا بدّ أن يكون هناك أمرٌ حاصلٌ في ذلك. ثم استطاع العالم أن يتحدث شيئاً فشيئاً. فعلمت أنّه كان مريضاً وقد أمضى الصيف في مشهد، ثم عاد مجدّداً إلى قم، وقد أثّر فيه كثيراً أن الإمام ذكره وفكّر به دون أن يكون لديه أيّ سبب بارز وظاهر، فاحترق قلبه واشتعل مجدداً على فراق الإمام وفقدانه.

غير أنّ ما أثر به أكثر هو لطفُ الإمام الكبير حيث أمر بإرسال هذا المبلغ المحدّد إليه، والتيسيرُ الإلهيُ بأن يحصل التأخير إلى ما بعد الوفاة، ثمّ عدمُ وجوده في قم في المرات السابقة ووصولُ الأمانة إليه في ذلك اليوم بالتحديث (وكان آخر يوم في الشهر) وفي تلك الساعة، فهو في تلك اللحظة لم يكن لديه أيّ مال لمصروفه ومعيشته، وبتعبير أوضح لم يكن لديه في ذلك اليوم حتّى خبز العشاء. فكأنّ طلبَ الإمام وأمرَه مع سلسلةِ العلل والأسباب اللاحقة التي أخّرت وصول الأمانة قضت حاجة هذا الرجل في ذلك اليوم وفي تلك اللحظة بالتحديد. ويمكن أن يقال في هذا المجال إنّه لا يوجد أي صدفة في ذلك بل إنّ المشيئة الإلهية أجرت أعمالها بوسيلة عبدها الصالح لتقضي حاجة الرجل الإلهي.

*يقول حجة الإسلام آل إسحاق، - وكان من أصحاب الإمام في النجف الملازمين له -:
عندما كنت في النجف كنت بحاجة شديدة إلى منزل أسكن فيه مع عائلتي، وبعد سعي حيثث وجدت منزلاً بمبلغ معين، فذهبت لأهيئ ذلك المبلغ واستطعت أن أجمعه من كلّ أصدقائي بعد أن قصدتهم ثمّ رجعت إلى صاحب البيت. فقال لي: بعد أن ذهبت أتى أحدهم ودفع لي مئة دينار زيادة عمّا دفعت أنت وأنا سأعطي البيت لذاك الشخص، ولكن بما أنّك أتيت قبله فسأعطيك إيّاه على أن تدفع لي خمسين ديناراً زيادة، وأمامك مهلة لذلك ساعة واحدة. فتحيّرت كثيراً، من أين أجلب ذلك المبلغ بعد أن كنتُ قد قصدت كلّ أصحابي لجمع المال الذي جلبته؟ فلم أجد أمامي سوى الذهاب للاستغاثة بأمير المؤمنين عليه السلام. أسرعت أحثّ الخطى إليه، وفي الطريق قرب المقام المقدّس لمحت الإمام خارجاً من بيته، فحاولت أن لا يراني لئلا يطلب منّي شيئاً وليس لدي وقت وأخشى من انقضاء الوقت قبل تهيئة المبلغ. ولكنّي لمحت الإمام وقد أعطى الشيخ عبد العلي قرهي شيئاً، فناداني الشيخ ثمّ أقبل نحوي وقال لي: "خذ، هذه الخمسون ديناراً من الإمام أنت بحاجة لها".

* ينقل حجة الإسلام محمد سجادي أصفهاني عن أحد العلماء من أصفهان قوله: أتيت بمقدار من النقود إلى الشام ومن هناك دخلت العراق، وفي المطار رأيت مأموري التفتيش يفتشون كل شيء، فحزنت واضطربت وتوسلت بالإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام قائلاً: "يا سيدي ومولاي" إنّما أتيتي بهذا المبلغ من النقود لأسلّمه إلى ابنك، فإنّي أستغيث بك في أمري هذا" في تلك اللحظة بالذات أتى أحد الموظفين وناداني وأذن لي أن أذهب. بعد ذلك عندما وصلت إلى النجف وجئت إلى بيت الإمام فتبسّم بوجهي وقال: "كان عندك مشكلة وتوسّلت بالإمام الكاظم عليه السلام".

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

بيروت

محمود هاشم

2017-05-21 05:34:55

السلام على روح اللّه الموسوي الخميني (قدس سره)، حقا لقد كان هذا الرجل وديعة اللّه بيننا

العراق ميسان

حسن زعاطي

2017-05-23 18:06:31

اللهم زد وبارك بكرامات اهل البيت عليهم السلام

العراق

حسن زعاطي عبادي

2022-04-13 17:15:57

اللهم عجل فرج ظهر قائم آل محمد عليهم السلام