ديما جمعة فوّاز
السلام عليكم، في البداية أتوجّه إليكم بالشكر الكبير والعميق على كل ما تبذلونه من جهود تبليغيّة في خدمة الإسلام، وأسأل المولى تعالى أن يجزيَكم عنّا أفضل وأحسن الجزاء.
في حقيقة الأمر لديّ مشكلة أودّ طرحها على أمل أن تتمكّنوا من مساعدتي: اسمي إيمان وعمري 24 سنة، مشكلتي أنّني أعاني من صعوبة التواصل الكلاميّ مع الآخرين بحيث لا أتمكّن من سرد قصة معينة مثلاً أو التحدّث عن موقف حصل معي، فلا أجد الكلمات المناسبة المعبّرة عن ذلك الموقف أو تلك القصّة ولا قُدرة لي على التعبير بكلام واضح ومفهوم. وما يزيد الطين بلّة أنّني أعاني من مشكلة عدم فصاحة اللسان فأشعر بوجود عقدة في لساني تمنعني من التلفّظ بالكلمات بشكل صحيح. هذا الأمر يسبّب لي الكثير من المشاكل.. فإذا بدأت بالحديث عن أمر معيّن أشعر بصعوبة كبيرة في الاستمرار، ولا أجد الكلمات المناسبة لذلك.
أرجو منكم المساعدة، علماً أنّني لا أعاني من أيّ مشكلة عضويّة في النطق..
الأخت إيمان، نشكر ثقتك بنا وسنقدّم لك مجموعة من الخطوات التي نأمل أن تساعدك:
1. بما أنك أوضحت أنّه لا مشكلة عضويّة تعانين منها في التعبير فلا شكّ أنّ ما يحصل معك انعكاس لضغوط نفسية تعانين منها ولعلها أحد وجوه "الرّهاب الاجتماعيّ".
2. بناءً عليه، ندعوك أولاً إلى تنمية ثقتكِ بنفسك. عليكِ أن تركّزي على التفاصيل الإيجابيّة في شخصيّتك، فأسلوب حديثكِ هو مرآة شخصيّتكِ التي أعتقد أنها تعرّضت للكثير من النقد أو السخرية، ما جعلك تفقدين القدرة على الحديث، لأنك تتوهّمين أنّ حديثك مصدر ملل للآخرين، أو عدم اهتمام...
3. لتخطّي المشكلة عليك أن تبدئي أولاً بالحديث مع صديقة مقرّبة منك أو قريبة لك. تحدّثي عن أمور بسيطة وعبّري عنها، مثل الحديث عن الطقس الحار.. واعتادي أن تبوحي بمكنوناتك مهما كانت بسيطة بالنسبة إليك.
4. يمكنك أيضاً أن تبدئي الحديث مع نفسك: تخيّلي أنّ أمامك شخصاً تثقين به، اسردي قصة صغيرة وسجّليها وحاولي اختيار العبارات السهلة وأعيدي الاستماع إلى نفسك، كرّري هذه التجربة وستجدين حديثك يتطوّر بطريقة مدهشة.
5. حين تنطلقين للحديث عن قصة أو تجربة حصلت معك لا تكوّني فكرة سلبيّة عن تأثيرها على الآخرين ولا تتوقّعي أنّها مملّة وتأكّدي أنّ أبسط الأفكار في حال عبّرت عنها بثقة فإنّها تنعكس إيجاباً على مَن حولك.
6. لا تسمحي للخوف من الفشل أن يسيطر عليك. دائماً كرري بينك وبين نفسك عبارات تشجيعيّة حول قدرتك على تخطّي الخجل أو "الرهاب الاجتماعيّ" واختلطي بالأشخاص الواثقين بأنفسهم وراقبي كيف يتكلّمون ويتحرّكون وحاولي أن تقلّديهم؛ فمهارة التواصل مع الآخرين هي من المهارات التي تأتي عبر التجربة ثم المحاولة. وبما أنّها مهارة فهي لا تتطوّر بشكل تلقائيّ، بل علينا أن نسعى لتطويرها. قد تجدين أن الأمر صعب في البداية، لكن مع الوقت يصبح أمراً سهلاً وطبيعياً.
7. لا تخشي النقد فنحن نتعرّض له طوال الوقت، والمهم هو طريقة رؤيتنا لهذا النقد والتعاطي معه على أنّه وسيلة لتطوير الذات أو وسيلة لتحسين الأداء.
8. اعملي على تطوير نفسك علمياً وثقافياً وروحياً واهتمي بتطوير مهاراتك عبر القراءة والكتابة.