مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

في رحاب بقية الله: صاحب الأمر


الشيخ حسين كوراني‏


من المصطلحات التي يكثر تداولها لدى الحديث عن الإمام المهدي عجل الله فرجه، مصطلح "صاحب الأمر" فهل هو خاص به؟ وماهي حيثياته؟ وما هي بعض دلالاته؟ ثلاثة أسئلة تحاول هذه الأسطر الوقوف على خلاصة القول في السؤال الأول بشي‏ء من التفصيل على أن نعرض في الحلقات القادمة للإجابة على السؤالين الآخرين. والمراد بشي‏ء من التفصيل، ما يلي:

السؤال الأول:
1 - هل يُستعمل هذا المصطلح بالنسبة لسائر الأئمة عليهم السلام؟ وماذا عن الأنبياء؟ وفي الجواب على السؤال الأول ينبغي الوقوف على ما يلي:
1 - إن المصطلح من حيث كثرة التداول عبر العصور، عميق الجذور، بعيد الغور، واسع الانتشار إلى حد أنه يصعب حصر الروايات التي ورد فيها.
2 - إنه ليس مصطلحا خاصاً بالإمام المهدي عليه السلام بل هو عام يطلق على كل من قام بأعباء الأمر الإلهي من قِبَل الله تعالى، فيشمل النبي والولي الخاص عموماً، وهي نقطة جديرة بالتنبه، إذ أن السائد هو انطباع أن هذا المصطلح خاص بالإمام المهدي عليه السلام.

ومما يوضح أنه ليس خاصاً:
أ - ماروي عن أمير المؤمنين عليه صلوات الرحمن: "الله عباد الله، ألقوا هذه الأزِمَّة إلى صاحب الأمر عفواً، ولا تقيسوا هذه الأمور بآرائكم فترتدوا القهقرى على أعقابكم، ولا تتكلوا على أعمالكم"... "ولا تزولوا عن صاحب الامر فتذوقوا غب أفعالكم" وقد ورد استعمال هذا المصطلح حول أمير المؤمنين عليه السلام في أحداث السقيفة وتداعياتها، أذكر هنا شاهدين:

1 - وكان عامة المهاجرين وجل الانصار لا يشكون أنَّ علياً هو صاحب الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.

2 - كما روي قول المقداد لأبي بكر: "وقد علمت أن علياً عليه السلام صاحب هذا الأمر من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فاجعله له فإن ذلك أسلم لك وأحسن لذكرك وأعظم لأجرك، وقد نصحت لك إن قبلت نصحي، وإلى الله ترجع بخير كان أو بشر..".

ب - شهادة الحجر بإمامة الإمام السجاد عليه السلام: قام علي بن الحسين عليهما السلام فصلى ركعتين ثم قال : "أيها الحجر الذي جعله الله شاهدا لمن يوافي بيته الحرام من وفود عباده ، إن كنت تعلم أني صاحب الأمر ، وأني الامام المفترض الطاعة على جميع عباد الله، (فاشهد لي بذلك) ليعلم عمي أنه لا حق له في الإمامة". فأنطق الله تعالى الحجر بلسان عربي مبين، فقال: يا محمد بن علي ، سَلِّم إلى علي بن الحسين عليهما السلام الأمر ، فإنه (الإمام) المفترض الطاعة عليك، وعلى جميع عباد الله دونك ودون الخلق أجمعين.

ج – ما روي عن الإمام الرضا عليه السلام، وقد سأله الراوي: أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال: "أنا صاحب هذا الأمر ولكني لست بالذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً". وخلال جولة على المصادر المختلفة نجد وفرة استعمال مصطلح: صاحب الأمر: حول الأئمة جميعاً عليهم السلام، وإن كنا لا نكاد نجد استعماله في الأنبياء عليهم صلوات الله تعالى كملاحظة واسعة غير جازمة مع أن كل نبي هو حتماً صاحب الأمر في زمانه وربما كان السبب في ذلك أن أمر النبوة مبني على إعلان الدعوة إلى الله تعالى، وبديهي أن يغلب استعمال مصطلح النبي كل مصطلح آخر، أما أمر الإمامة فهو يجتمع غالبا مع الرعاية دون التصريح والإعلان، ومصطلح: صاحب الأمر بالثاني أشبه، والفرق بينه وبين ولي الأمر بحسب الظاهر كبير. ويمكن القول إنه ومصطلح "الحجة" أكثر المصطلحات الكثيرة التي فَرض استعمالها ركب الهدى الإلهي الذي تجسد في الأئمة من أهل البيت قرباً من معنى (الإمام) ويتضح ذلك باستعراض تلك المصطلحات مثل "أبي زينب" و"العالم" و"الغريم" و"الناحية".

د - الروايات التي ورد التصريح فيها بأن كل إمام هو"صاحب الأمر" في زمانه، منها ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام في روايتين توضح الثانية الأولى: "إن لله تبارك وتعالى علمين ، علماً أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله، فما أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله فقد علمناه، وعلماً استأثر به فإذا بدا لله في شي‏ء منه أعلمنا ذلك وعرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا". "إذا كان ذلك بدئ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم الأدنى فالأدنى حتى ينتهي إلى صاحب الأمر الذي في زمانه". إذا اتضح ذلك وجب التنبه أيضاً إلى أن الروايات في إطلاق "صاحب الأمر" على الإمام المهدي عليه صلوات الرحمن، هي كذلك كثيرة جداً بل يصعب حصرها، وهي مستفيضة ومعروفة، يكفي ذكر بعضها.

أ - عن الإمام الحسين عليه السلام: "... قائم هذه الأمة التاسع من ولدي صاحب الأمر...".

ب - عن الإمام الصادق عليه السلام: "لا يكون هذا الأمر الذي تمدون إليه أعناقكم حتى ينادي مناد من السماء: ألا إن فلانا صاحب الأمر ، فعلامَ القتال"؟

* والنتيجة أن مصطلح صاحب الأمر يطلق على كل إمام في زمانه، وعلى كل نبي، إلا أن ما اشتهر هو إطلاقه على الأئمة عليهم السلام لما تقدم. وحيث أن زمان إمامة الإمام المهدي أرواح العالمين له الفداء أطول كثيراً من زمان جميع الأئمة عليهم صلوات الله تعالى، فقد أصبح هذا المصطلح يبدو لأول وهلة وكأنه خاص به عليه السلام.
يتبع‏

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع