نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

بأقلامكم: جميلة جواد


عماد عواضة


إلى الحالمة بحريّة والدها جميلة جواد قصفي التي ولدت ورحلت ولم تره‏ على وسادة الشمس، غفت جميلة تحلم بالجواد القادم، يكسر قضبان الليل، ويعبر من بوابات النهار إلى مساحات أحلامها، حاملاً أربعة عشر وردة. وجميلة الفراشة، ترحل من فم وردة إلى أخرى، تغزل شالاً لجواد من زنابق عشقها. قالت لها الغمامة يوماً: يا جميلتي لمن الرحيق ووشاح العطر قالت لها: لأبي وحبيبي... وعدني أنه عائد يحمل إليّ الماء والهواء من فلسطين، وأنه سيعود مع السفن المهاجرة إلى القدس، هكذا حدثني في رسالة الوجد، وأنا يا أيتها الغمامة أتوق إلى حضن أبي ووجه النهار، لأن أمي وضعتني من رحمها الجميل ونظرت إلى عينيها وهي تبكي، رحت أفتش عن وجه أبي فلم أره، جاءت النجوم ليلاً أناخت ركابها وحملتني إليه قبّلني وزرع على وجنتيّ وردة الحلم.

قلت لأمي من الذي سرق أبي من عيون طفولتي ضمتني إليها وقالت: الوحش الصهيوني خطفه في ليالي كانون ورحل به إلى هناك، شدوا على عينيه وكبلوا يديه فكان خلاص الوطن. ولا زلت أحلم، أنام على الحلم فقد كبر عمري من عمر الزنزانة والحلم لا يغادرني أراه يأتي يحملني بين ذراعيه ويضمني إلى صدره وأغفو وأنام على وسادة الحلم. أربعة عشر عاماً وأنا أتحسس أنامله وأعدّها وأشبك يديّ بيديه ككل أطفال العالم، يأتي المساء وفي الدار صمت ووحدة، وخلف حدود الحلم أرى يداه تمتدان، تمسحان عني الوجع، وفراقه وجعي وحزن الوجنات وكل الآهات. تُراه يأتي يا غمامتي وأخبر رفاق مدرستي أن أبي عاد؟ تُراه يعود؟ وفي لحظات السكون وصلاة العيون أرخى الموت شراعه، رحلت جميلة وما عاد جواد، رحلت الوديعة، لطالما اشتاقت عيناه إلى عينيها، قالوا أنها أغمضت عينيها ثم عادت ورفعت جفنيها علّها تراه وتموت. وهناك على المحمل الأخير وفي محضر الصلاة تقدمت الأم همست لها كلمات من جواد إنه السلام الأخير والمكالمة الأخيرة من هاتف الزنزانة استراح قلبها وصل السلام، والكلام: ابنتي جميلة انتظريني في وادي كربلاء تحت خيام الحسين عليه السلام والعباس سيحمل إليك الماء الذي وعدتك به من قدس الإباء. انتظريني فأنت الوديعة وأنا عائد. وعلى خفق القلوب أنزلوا جميلة قليلاً قليلاً إلى تراب العشق لتطلع وردة وتسقيها الغمامة... وردة ليوم اللقاء، لعرس جواد وجميلة بالانتظار.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع