أحمد عبد الكريم جزيني
لاحت بيارقنا لمّا دعا النصر
تهندم الصبح في عشق مضى فينا
من راية القدس حاكينا المضامين
من ثوبه إنتُزعت للسعي لازمة
عيناه شاخصة في الجمع ناداهم
نزالِ يا عُرْبُ نادتكم فلسطين
منِّي اليهود حمى البنيان قد نسفوا
أحيوا البيان كما المحراب يألفه
صوت المسيح هنا مِن طه خطوته
في الركب فانتشروا يا أمة العرب
قد قالها فإذاً للسلم فاجتمِعوا
فها هنا سترة الأزمان تنحسم
شاء الإله وقد أحيت فوارسنا
زها بلبنان رايات تقوِّمنا
إلى مناخ الرُّبى في القدس مسرحنا
تلك العوالم في الآفاق مِنْعتُنا
زحفٌ وجهدُ أبيٍّ واعتناقُ دمٍ
للنار نبسطها درباً وذا طيرٌ
مقلاعنا وشهابَ الليل ندركه
هلم يا أيها المجبول في الوطن
نبيدهم ولنا في الأرض معركة
هو الأمين دعا للنصر باشرَه
والعز مقلبنا بل فيه ما زلنا
المجد يعبره المشتاق للمجد
شمائل الورد للأقصى نلونها
حيث التقى الجمع أبناء وسجيل
واحتل شرعته في القول تسجيل
والمنبر الحرُّ يهدينا وتنزيل
للعَوْد والوعد والإقدام تفصيل
لتنهضوا اليوم للصمت انتهى الليل
أين الحماسة والفرسان والخيل
والطلع منتفض أعياه تنكيل
لا يخدعنكم الإرهاب والكيل
ناشدتكم: أفلا يعني الوغى جيل
حقاً لنا شرف في القدس تحويل
غير السلام الذي يؤتى به الويل
والآن مستقبل الأيام موصول
زوالهم سبباً، صهيون تضليل
دارت رحانا وما في الوقت تأجيل
يأتي وما بغدٍ إلاّ وتهليل
نُحْيِي الجهاد وإنّ العهد مسؤول
والجند في الجند والأوفى وتشكيل
شنَّ الهجوم وذا للعصف تذليل
منه إعتزاز الفتى من ذاته الميل
لتكسر القيد نادتك المعازيل
والشعب من له في الأوطان تفضيل
وعشقنا في حنايا الكون مشمول
نعطي البيارق ما تجني المحاصيل
والنصر للنصر في الأسماء مجبول
من حمرة الدم من عرقي لها سيل