ديما جمعة فوّاز
السلام عليكم، اسمي حسن، عمري 16 عاماً، مشكلتي أنّني
كتوم، لا أعرف كيف أعبّر عن مشاعري أو أقول ما أريده. فإذا شعرت بالغضب لا أدرك كيف
أتصرّف وكيف أتعاطى مع الموقف بما يتناسب مع مشاعري!!
منذ أسبوع، اتّهمني الأستاذ بأنني أغشّ في الامتحان، مع العلم أنّني لم أفعل.
ولكنّني، على العكس، كنت أردّ على صديقي بالقول: "إنني أيضاً لا أعرف الجواب الصحيح
على السؤال". إلّا أنّ أستاذي غضب منّي، ومزّق الورقة، ولم أستطع أن أدافع عن نفسي،
بل احمرَّ وجهي وتمالكتُ دموعي كي لا تنهمر ويسخر منّي الجميع. اعتبر الأستاذ أنني
بصمتي أتحدّاه، فتطوّر المشكل بيني وبينه، وطلب وليّ أمري.
هذه الحادثة، تختصر لكم طريقة تعاملي مع جميع الأمور: في المنزل، والمدرسة ومع
الرفاق.. لا أستطيع أن أقول لوالدي، مثلاً، إنني حزين كونه كثير السفر، وأحبّ أن
يمضي معنا الوقت أكثر. ولا أتمكّن من البوح لأمّي أنّني أحبها فهي تعتقد وتقول
دوماً إنّ جميع إخوتي يهتمّون بها أكثر منّي.
ماذا أفعل؟ علماً أنّني أحبّ التعبير بالكتابة، وأنا موهوب بالشعر، أيضاً.
ولكنّي لم أُطلع أحداً على كتاباتي، لأنّني لا أريد أن يظنّوا أنّني مغرور... كيف
أتصرّف؟
الصديق حسن، شكراً لثقتك بنا. ونحن نقدّر أنّك عبّرت لنا عن مشكلتك، بصراحة،
ونتمنّى أن نتمكّن من مساعدتك، لذلك سنقدّم لك بعض النصائح:
1. بداية الحلّ لمشكلتك هي إدراكك أنّ لكلّ إنسان طبعه الخاصّ، بعضهم يكون كثير
التعبير، وآخرون يفضّلون أن يتحفّظوا على مشاعرهم، مهما كانت جارفة. وينبغي أن
تقتنع أنّ تكتّمك على ما تشعر به هو جزء من شخصيّتك، وليس مشكلة. وبالتالي، فهو
يميّزك كما العديد من الشباب الآخرين، شرط أن لا يقف عائقاً أمام علاقاتك
الاجتماعية.
2. إذا كان صمتك يزعجك وأحببت أن تطوّر مَلَكَة القدرة على التعبير، فابدأ بالأمور
الصغيرة في حياتك.. عبّر لوالدتك عن حبّك ولوالدك عن شوقك، لا تتردّد في البوح
بمشاعرك الإيجابيّة، لأنها كفيلة أن تعزّز علاقتك بالآخرين.
3. لجوؤك إلى التعبير بالكتابة أمر لطيف ومهمّ، وهو يشير إلى عُمق إحساسك بالأمور
والأشخاص، وهو يساعدك، ينبغي أن تعزّزه.
4. كن واثقاً من نفسك، واسمح على الأقل لأستاذ تثق به أو لأحد أقاربك بقراءة ما
تخطّه، فأنا أكيدة أنّ كتابتك تنبع من أعماقك، وبالتالي ستكون جميلة.
5. اكتب لائحة بالأمور التي تحبّ أن تبوح بها، وأعطِ نفسك شهراً أو أكثر، لتحقّق
كلّ فترة خطوة في درب الألف ميل.