إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد

ما هو دور المرأة في عصر الظهور؟


الشيخ محمد علي خاتون


إن ما ورد بخصوص دور المرأة فيما يتعلق بعصر الظهور قد لا يكون كثيراً على المستوى الكمي فهو عبارة عن بضع روايات تتحدث عن بعض التفاصيل.. وإذا أردنا أن نصنف مدلول تلك الروايات فلا نجد أنها قد تلفت النظر على المستوى النوعي أيضاً.

إلا أن النظرة الإسلامية للمرأة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عندما نريد أن نتحدث عن أي جانب من الجوانب، فالإسلام لا ينظر إلى المرأة نظرة خاصة وإنما ينظر إلى الإنسان الذي يراد منه القيام بمجموعة التكاليف.. بغض النظر عن كونه رجلاً أو امرأة وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن عصر الظهور هو عصر التحرك باتجاه إرساء حكم الله تعالى ومنابذة الأعداء من المستكبرين الذين يعيثون في الأرض فساداً.. فإن هذه المرحلة مرآة لمرحلة إرساء الإسلام على يد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في المدينة المنورة وتالياً في شبه الجزيرة العربية.. حيث برزت بعض النسوة اللواتي كان لهن دور متقدم في الجهاد وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وأما الباقيات من النسوة فهن يشبهن إلى حد كبير الباقي من مجتمع الرجال بعد استثناء الخاصة منهم.. فهناك دور عام يكون للصفوة دور متميز فيه ثم يكون لمن عداهم ادوار تتكامل مع بعضها لتشكل المجتمع الجهادي بكل شرائحه.

وهنا لا بد لنا من الإشارة إلى بعض الروايات التي تتحدث عن مجموعة من النساء لهن دور ريادي بين يدي صاحب الزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.. كما هو الحال في وجود أسماء من الرجال هم الأبدال الذين يشكلون ركائز الأرض. وهناك مجموعة من الروايات تتحدث عن دور كبير تقدمه النساء على مستوى مداواة الجرحى.. وقد يقول قائل إن هذا أمر عادي وقد يعتبر هامشياً لدى البعض إلا أن التفكير الملي في هذه المسألة يدلنا على قيام المرأة بدور أساسي لا يمكن الاستغناء عنه على المستوى الجهادي ضد الأعداء وهو دور ليس عادياً وليس هامشياً بالتدقيق فإنه لا يمكن أن يقوم به غير النساء بشكل عام وذلك بالنظر إلى ما يمكن أن تعطيه المرأة من عطف وحنان يقع موضع الحاجة في ميدان الجهاد. ولكي تبقى البيوت الصالحة التي منها تخرج الشهداء والمجاهدون والتي قد لا تبرز فيها أسماء النساء.. تبقى هذه البيوت ميادين الجهاد الحقيقية لأنها هي التي يتخرج منها الإنسان من موقع الجهاد الأكبر الذي يكون له الدور في قيادة عمليات الجهاد الأصغر.. وتبقى الرائدات في هذه البيوت هن النساء اللواتي زرعن ويزرعن حب الإمام القائم عليه السلام والارتباط به والانقياد له عبر هذه المسيرة البشرية الطويلة. ولا يضر المرأة في كرامتها أن يكون دورها هو حفظ البيوت وحفظ الانجازات.. فإن كربلاء في التاريخ قد حفظت أول ما حفظت من خلال الحوراء ومن معها من النساء اللواتي ساهمن بتحويلها إلى مدرسة الثوار على مدى الزمن.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع