نور روح الله | القلـــمُ أداةُ إصلاح وهداية*‏ مع الإمام الخامنئي | الشباب مظهر أمل يخشاه العدوّ* كفاح الإمام المهديّ عجل الله فرجه في إقامة العدل أخلاقنا | الغضب نار تأكل صاحبها* فقه الولي | من أحكام الخُمس في وجه كلّ شرّ... مقاومة تسابيح جراح | كأنّي أرى تاريخ الشيعة | نفوذ شيعة لبنان في ظلّ الدولة العثمانيّة* شبابيك اجتماعيّة | بيوت نظيفة... شوارع متّسخة! آخر الكلام | “ ما أدري!”

الافتتاحية: وذكرهم بأيام الله ..


الشيخ أكرم بركات


من دون رجعة يمرُّ العمر سريعاً فـ "ما أسرع الساعات في اليوم، وأسرع الأيام في الشهر، وأسرع الشهور في السنة، وأسرع السنين من العمر"، والمطلوب هو أن يكون الإنسان عاملاً لا معمولاً فيه فقط، فما أجمل قول مولى الموحّدين عليه السلام:
"إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما". وأثناء المسير في قطار العمر العابر سريعاً في جزيرة الدنيا أرشدنا صاحب رسالة الحياة الخالدة إلى نعم ربانية في بعض محطات المسير فقال‏ صلى الله عليه وآله: "إن لربِّكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرَّضوا لها، ولا تعرضوا عنها".


وخصّ‏َ الله تعالى لهذه النفحات أزمنة باركها بلطفه منها ساعات كآخر ساعة من يوم الجمعة ومنها ليال كليلة القدر ومنها أيام كيوم الغدير ومنها شهور كأشهر النور الثلاثة التي تبتدئ برجب وهو  كما عبَّر عنه الإمام أبو الحسن عليه السلام "شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات".

وتستمر بشعبان الذي أخبرنا عنه رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله بأنه إذا كان أول يوم منه "يأمر باب الجنة فتفتح، ويأمر شجرة طوبى فتدني أغصانها من هذه الدنيا، ثم ينادي منادي ربِّنا عز وجل: يا عباد اللّه هذه أغصان شجرة طوبى فتعلقوا بها لترفعكم إلى الجنة". وتكتمل أشهر النور بشهر رمضان المبارك شهر اللّه بل أفضل الشهور بل "أيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات". إن أيام رجب وشعبان وشهر رمضان من أيام الله تعالى التي لله فيها نفحات. ألا فتعرَّضوا لها ولا تعرضوا عنها، إرادنا الله تعالى أن نذكرها لنستفيد فيها، كما أراد أن نتذكَّر أياماً أخرى عبَّر القران عنها بأيام الله في قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ.

فقوم موسى أنعمَ الله عليهم بنعم جمَّة ففلق لهم البحر وأغرق أعداءهم وفجَّر لهم ينابيع الأرض وأنزل عليهم المنّ‏َ والسلوى، لكنهم بطروا بنعم الله تعالى، وطلب الله من نبيِّه موسى عليه السلام إن يذكِّرهم بأيام الله وقد فسِّرت بأنها الوقائع التي جرت على الأمم الدارجة كالبلاءات الكبيرة والمحن الصعبة والمصائب القاسية ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ليشكروا الله على نعمه فيتواضعوا له شكراً بدل أن يتغطرسوا على عباده. وهذه الآية هي برسم كل من يبطر بنعم الله فيطغى ويتكبَّر بأن يعتبر مما جرى على غيره من البلاءات فيعرف قدره حتى لا يتعرَّض للبلاء القاسي فيكون يومه الحاضر هو المذكِّر بعد أن نسي أيام الله...
والسلام

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع