مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

تسابيح شهادة: حوار شوق ودمعة فخر


الشيخ عبد القادر قطيش


في لحظة من لحظات الوجد، جلس ابن الشهيد في زاوية من زوايا البيت، وصار يرمق السماء بطرفه، فلمع في عينيه بريق دمعةٍ حزينة...
فسأل بينه وبين نفسه: أين أبي؟
فانهمرت الدمعة على خدّه، وإذا بيد تمسح تلك الدمعة وتحتضن ذلك الفتى الصغير.


*اشتقت إليك
نظر ابن الشهيد إلى من مسح الدمعة، وإذا به يرى طيف أبيه، فاحتضنه وقال له: أبي! اشتقت إليك.
قال الشهيد: أنا أشتاق إليك يا ولدي!

- الفتى: أبي! ما أجملَ دفء القلب في جوارك، وما أطيب الحياة معك.

الشهيد: حياتي كلها فداء لك، وأنت فلذة الكبد وزينة الحياة.

- الفتى: أبي! أنا كلّ يوم أسأل عنك، ومتى تعود، ويقولون لي: إنّ أباك رحل، لكني لا أصدقهم، فأنا أشعر بك في كلّ لحظة، حينما أنام أشعر بيدك على رأسي، وحينما أستيقظ أشعر بك أمامي.

الشهيد: نعم يا ولدي! أنا معك، وفي كل وجودٍ أنا معك.

*"ابن شهيد"
ولدي العزيز! أنت تحمل شعار المجد في حياتك، وتعلّقه على صدرك "ابن شهيد". فاحرص أن يكون هذا الشعار في كل حياتك، وحافظ عليه، فأنا أعطيتك إيّاه نظيفاً برّاقاً، أَظْهِره ولا تخجل به.

- الفتى: أبي! كيف أحافظ عليه؟

الشهيد: بنيّ! حافظ على الصلوات في أوقاتها، واجتنب الحرام، حارب الشيطان واترك اللهو.

- الفتى: حاضر يا أبي، ولكنّي حزين لفراقك.

الشهيد: بنيّ! ألا تحبني؟

- الفتى: بلى.

الشهيد: إذا كنت تحبني لا تجعل الشيطان يسيطر عليك ويجعلك تحزن، بل انطلق في حياتك مدافعاً حرّاً شريفاً مطيعاً لله.

- الفتى: ولكن يا أبي، ما قدرتي على الصبر؟

الشهيد: بني! ألا تريد أن تكون معي وأفخر بك؟

- الفتى: بلى.

الشهيد: إذاً يا بنيّ! كنْ مجاهداً صغيراً أفخر بك، وأحسن إلى والدتك وإخوتك، وبهذا تكون مجاهداً صغيراً.

*سأكون فخراً لكَ
- الفتى: أبي الحنون! أحبّ أن أرحل إليك شهيداً.

الشهيد: اعلم يا ولدي أن مسيرتك في الحياة أن تكون صالحاً مدافعاً عن أرضك وشرفك وعرضك وأن يكون رضا الله شعارك، والشهادة جائزة من الله يعطيها لمن يستحقها، فاجهد أن تستحقها.
بنيّ! هل تحبّ أن تكون ممن يستحقونها؟

- الفتى: بلى.

الشهيد: اذهب إلى المسجد في أوقات الصلاة، وحافظْ على الطهارة، وادعُ الله تعالى للتوفيق لطاعته وأنا أدعو لك أيضاً.

نظر الفتى إلى ذلك الطيف يرحل شيئاً فشيئاً، وهو مدهوش بنور وجه والده وبسمة ثغره، فقال له: أبي إن ترحل فسأبقى أذكرك وستبقى صورتك في قلبي وعقلي ووجداني، وسأكون فخراً لك كما كنتَ فخراً لكلّ فتىً وشريف.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع