منى الموسوي
حتى الأمس القريب، كانت مقولة:
"العين التي تقاوم المخرز تفقأ"
تتربّع على عرش الوجود بكلّ عزّ
في ذلك الوقت من الزمان..
كانت الأجيال تنام في حضن تلك الهزيمة لا مبالية.
والعدو جبَّار وحشي لا يمكن لأقزام الأمة أن تواجهه.
بل يكتفون بالركوع تحت صحراء قدميه الوحشية.
كان يدمّر بهمجيته معالم البشرية
وبكل قساوة، كان يدوس عبثاً فحوى المبادئ الإنسانية:
"يذبح الأطفال، يقتل النساء، يأسر الرجال"
وينهي الأفراح بالمآتم، ويمزج الدم بالتربة الأبية.
وأشعة الأمن أبى أن تشرق، فكسف شمسها بسواعده القوية.
والحزن أنسى الجلوس في كل بيت، والدماء في كل يوم توقظ القضية
قضية الأرض التي اغتُصبت، وغرقت في جراحها منسية.
وفجأة، انفجر بركان الغضب..
لظىً حارقة جرفت معالم الصهيونية.
وسيلاً طمس بقوته أركان الأسطورة الدموية.
فدحرت ذليلة، تجرّ أذيال الخيبة والانكسار والهمجية.
عجباً! ماذا حدث؟!
أوليس ذلك الجبَّار هو هو؟
أوَقاومت تلك العين بغلاف حديدي صدّ.
... ترى أهي السيرة الحسينية العظيمة؟!
أثمرت نصراً وفخراً، بعد أن أروى عطشها قلوبنا إيماناً وأملاً..
أم أنها قوة عيسى المسيح وهو يصرخ من مهده.
قلعت جذور الصمت والهزيمة، وزرعت بذور النصر والحرية.
أهو نصر الله، ذلك القمر الذي أنار ظلمة أيامنا
وزخرفها بلالىء مجدٍ سماوية
كسر حائط الخضوع، وبنى مفهوم الشهادة والأعمال الجهادية
وتوَّج حياتنا بطعم العزة والكرامة
حتى غدت مقاومته نجماً يلمع في كل سماء..
وأيقظت حكايته حلم أمة تناست يوماً طعم الانتصار
وغدا الخامس والعشرين من أيار وسيبقى
حكاية الحق الذي انتصر على جبروت الكفار..