الزوج: زوجتي لا تعطيني اهتماماً كافياً. ويكون أكثر شغلها في الأولاد وتنظيف المنزل وترتيبه. لقد أصبحت عندها مصدراً مالياً فقط؟
تحدث هذه المشكلة عند الزوجات اللواتي يزداد حجم الاهتمامات المطلوبة منهن بصورة كبيرة، كما إذا أنجبت الواحدة عدة أولاد في سن مبكرة وفترة زمنية قصيرة.
وقد تعود هذه المشكلة إلى سبب نفسي آخر ينشأ من عدم وجود المودة والحب في قلب المرأة تجاه زوجها، أو أن حب أولادها يكبر إلى درجة يتغلب على كل شيء آخر.
في الحالة الأولى ينبغي للزوج أن ينظر إلى حجم العمل المطلوب من الزوجة، فلربما فاق قدرتها الذاتية وطبيعي عند كل إنسان أن يقصر في عمله في مثل هذه الحال. والشعور الدائم بالتقصير قد يولد بعض الأزمات النفسية كالشعور بالفشل والإحباط وعدم إدراك قيمة السعادة الزوجية وغيرها.. ويؤدي بالتالي إلى عدم القدرة على تنظيم الوقت وهذا ما يجعل الزوجة منهمكة بشكل دائم في أعمال المنزل والاهتمام بالأبناء.
في كل الأحوال يلعب الزوج دوراً مهماً في حل هذه المشكلة، ففي:
* الحالة الأولى عليه أن يرفع الكثير من الأعمال عن كاهلها ويشاركها في حمل جزء من المسؤوليات المنزلية، ومن ثم انتشالها من ذلك الوضع النفسي عبر الترفيه والشكر وتطييب الخاطر مما يزرع الثقة في نفسها والطمأنينة في روحها فتنطلق مجدداً قوية عازمة.
* وفي الحالة الثانية ربما لن يتمكن الزوج من أن يجعل حبها له أكبر من حبها للأولاد، ولكنه بالتأكيد يستطيع أن يزيل الآثار السلبية لمثل هذا التمايز عبر الاهتمام الذي يبديه والرعاية التي يوليها للزوجة. وأكثر من هذا عليه أن يدرك جيداً، إن الحب هو أمر بيد الله يزرعه في قلوب العباد فلا ينتظر محبة أحد إلا الله ﴿وألقيت عليك محبة مني﴾.
ما أكثر ما يغيب زوجي عن المنزل ليس غالباً لأسباب العمل الجهادي، وإذا عاد فإنه لا يسألني عن الأطفال وصحتهم وعن نفسي.
تشكو بعض الزوجات غالباً من عدم اعتناء الزوج بمنزله وأطفاله وانشغاله التام بعمله في الخارج. وينعكس هذا الأمر على العلاقة الزوجية بتضعيف أواصر المودة المطلوبة لاستمرارية الزواج وبناء الأسرة المتماسكة.
هذه المشكلة لها شقان مختلفان: فمرة تفرض ظروف العمل على الزوج مثل هذا الغياب، وخاصة إذا كان من المجاهدين الذين يرتبطون بالتكليف الشرعي الذي قد يفرض عليهم أحياناً الغياب عن المنزل لمدة طويلة نسبياً، ومرة نجد الزوج يختار هذه الظروف إما لأجل تحصيل المال الزائد عن الحاجة أو لأسباب أخرى قد تظهر من خلال عرض المشكلة. وفي كل الأحوال فإن شكاية الزوجة بالدرجة الأولى هو من المعاملة التي تبدو من الزوج عند رجوعه إلى المنزل وعدم اكتراثه بما يحصل فيه. وهذا ما لا يُبرر إطلاقاً، لأن الرجل بمجرد أن يختار الحياة الزوجية يتوجب عليه أداء الحقوق والقيام بالواجبات تجاه الزوجة والأولاد، ولا تسقط هذه الواجبات إلا عند وجود واجب أولى كما إذا كان تكليف الرجل الجهاد في سبيل الله (بمعنى الخروج من المنزل لأيام طويلة) ولكن عند الرجوع وعبور عتبة الباب الأول عليه أن يتناسى المشاكل والصعاب التي مر فيها. وليعلم أنه لن يفوز في مضمار الجهاد الأصغر إذا لم يهتم بكل التكاليف الإلهية والوظائف الشرعية.